سعد الدوسري
يشتكي معظم المواطنين من كون المؤسسة العامة لمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث اليوم، ليست هي التي كانت بالأمس. ويرجعون السببَ إلى اختفاء الروح التي كانت موجودة لدى الأطباء والموظفين، بسبب التغييرات التي طالت الرواتب والمميزات، وهي الشكوى التي يبوح بها الغالبية العظمى من العاملين في المستشفى، من رجل الأمن وحتى استشاري الأشعة والجراح. وربما وصلت أصواتهم لأعضاء مجلس الشورى الذين جددوا المطالبة بإعطاء مؤسسة مستشفى الملك فيصل التخصصي المرونة اللازمة لمراجعة الكوادر والمزايا المالية للممارسين الصحيين السعوديين المميزين بما يعزز إمكانية استقطابهم والاحتفاظ بهم، وإعطائهم الفرص لشغل المراكز القيادية بالمؤسسة، مؤكدين على توصية سابقة صدرت قبل أكثر من سنتين، تبيّن انخفاض نسبة السعودة نتيجة تسرب العديد من الكوادر الطبية إثر تطبيق سلم الرواتب الموحد وتجميد رواتب الممارسين الصحيين السعوديين.
إنَّ الكثيرين يتفقون مع اللجنة الصحية بالشورى، على دعم مؤسسة التخصصي لإنشاء مشروعات وقفية تستهدف تنويع مصادر دخلها، لتخفيف الضغط على ميزانية الدولة وإيجاد مصادر تمويلية أخرى تدعم ميزانيتها لتحقيق التوازن والاستدامة المالية، لتتمكن من تقدم خدماتها الصحية بإنشاء أوقاف لها، وتحويلها إلى منشأة مستقلة لا تهدف للربح ومنحها الاستقلالية الإدارية.
وحتى تتحقق هذه المطالب، على قيادات التخصصي أن تحاول الالتفات إلى خدمات المرضى، وإلى توسيع دائرة الرقابة على العاملين في القطاعات الطبية والإدارية. فيما يبدو، هناك انحدار شديد في الإجراءات الرقابية التي كانت تميّزه عن غيره.