سامى اليوسف
مصطلح دموع التماسيح يرمز إلى ادّعاء الحزن، أو التظاهر به، وهو وصف للدموع الكاذبة، ويُشار به إلى ذلك الشخص الذي يستعطف الآخرين بالكذب، أو الوهم.
«من أهم وأغرب الاكتشافات عن الدموع ما نشره الباحث كينت فيلت من جامعة فلوريدا الأمريكية، أن التماسيح تبكي وتذرف دموعها حقيقة، إذ تبكي عند التهامها فريستها، والغاية من ذلك تنقية العيون لأنه لدى التماسيح 3 جفون قد تؤدي لجفاف العين إذا لم ترطب». المصدر: الشرق الأوسط.
يعج وسطنا الرياضي بهذه التماسيح التي تذرف دموع الوهم، والكذب تضليلاً لتغطية مصيبة، أو لاغتصاب مكاسب غير شرعية. رسبت لجنة الانضباط في اتحاد الكرة، «وما أكثر رسوبها الفاضح»، وكالت بمكيلين كعادتها في قضية تهجم لاعبي الأهلي على لاعب الفيصلي والحكام، عاقبت المحترف عمر السومة « نحترم نجوميته، ولكنه أخطأ» بالعقوبة المخففة، وتغاضت عن الثنائي معتز وباخشوين، وقبلهما تغاضت عن معاقبة نجم النصر الأول محمد السهلاوي بعد انفلاته بعد مباراة فريقه الدورية أمام التعاون.
هذه الانتقائية، أو الازدواجية في معايير عمل اللجنة وقراراتها ليست وليدة اليوم، أو الصدفة لكن من يقرأ فصول المسرحية الأخيرة يتأكد أن لغة الخطاب الإعلامي الأهلاوي الرسمي وغير الرسمي اختلفت كثيراً شكلاً ومضموناً عن السابق، فقد طغى الخطاب «الثورجي» الانفعالي غير المبرر، وتصدر المشهد الإعلامي الأهلاوي إعلاميون «إن جاز وصفهم بذلك» من فئة « اجللددد» و»طيرت الجبهة»، والأدهى أن كبار الإعلاميين منهم ركبوا الموجة دون احترام لكبر سنهم على الأقل، وباتوا محط تندر وتعليقات لاذعة من صغار المتعاملين مع مواقع التواصل الاجتماعي. هذا الخطاب أسهم مباشرة في توتر واحتقان أجواء معسكر الفريق الكروي الأول لهذا النادي العريق.. الكبير ببطولاته وجمهوره وطموح محبيه خاصة في ظل ابتعاد «عراب» الأهلي ورمزه الأمير خالد بن عبدالله، ورحيل الرئيس الأمير فهد بن خالد، وتأجيج الوسط الرياضي الذي يعاني احتقاناً في الأصل بسبب أشباههم.
يعود الأهلي لسابق عهده قلعة للكؤوس، ويحرز لقب الدوري، الحلم الذي طال انتظاره، إذا أدرك الأهلاويون مسؤولون وإعلاميون ومعهم الجماهير بأن البطولات والألقاب تجيء عن طريق العمل الجاد، والبذل في الملعب، وليس عن طريق «خذوهم بالصوت.. تغلبوهم»، والادعاء بالمظلومية، ولعب دور الضحية.
نعود لرموز دموع التماسيح في الوسط الرياضي، فهؤلاء يتباكون في مدرج الأهلي وهم ليسوا بأهلاويين، وفي مدرج التعاون وهم من لا يحفلون بمصلحة « السكري» وهموم أنصاره.
ذرفوا دموع التماسيح على تورط أسطورة الاتحاد محمد نور، ونهايته الأليمة بكل عيون وقحة، وهم من وصفوه بقلة التربية والأدب، وبأقذع الصفات عندما كان خصمهم.
ذرفوا دموع التماسيح على «الفضيلة» و»المهنية» في حادثة نور، وهم من الصق وصف «دشير» بلاعب هلالي، وبالبنط العريض مع الصورة، ومن روج ثم صدر «أهزوجة ياسر» المسيئة في مدرجات ملاعبنا، ثم خليجياً وصفق لها، وهم أيضاً من تفننوا بالرسومات الساخرة الشامتة إبان قضية شراحيلي.. والقائمة تطول!
أخيراً ،،،
إهداء العضوية الدائمة للاعبين السابقين، أو القدامى عمل إيجابي يستحق الإشادة، ويسجل للإدارة الهلالية برئاسة الأمير نواف بن سعد.. الهلال يقترب من أبنائه أكثر، فأكثر.