فهد بن جليد
بات من المألوف أن تسمع أحدهم (يتعجرم) بلسانه - لا علاقة لنانسي عجرم بالموضوع - فالمقصود خلط العربي بالإنجليزي عند الحديث على طريقة (ريلي)، (كونتاكت)، (سَتَب)، (لوكيشن)، (يوث)، (تو ماتش)، (إيسبشلي).. إلخ من المُفردات (المُعجرمة)، قبل أن تأتيك الخاتمة (وش يسمونها بالعربي)؟ ليصمت الجميع حتى يطمئن (العالم الجليل) أن لا أحد يفقه (الإنجلش المُعرّب)، ليواصل (عجرمته من جديد).. !. كم أمقت هذا النوع من الحديث، رغم إدراكي وإيماني بأهمية اللغة الإنجليزية كـ (لغة عالمية)، وحرصي دائماً على الرفع من (قدراتي الشخصية) للتمكّن منها بطلاقة (نطقاً وكتابة)، إلا أنني أرفض التشدُّق، والانسلاخ، وخلط العربية بكلمات أجنبية من أجل الاختباء (خلفها)، لمُداراة ضعف معيّن إما في الفكرة، أو عدم الثقة في النفس، لأنّ ثقافة المجتمع لدينا يبدو أنها (ميَّاله) لتصديق كل من يردد على مسامعنا بعض العبارات (الإنجليزية)، على اعتبار أنها (كارت مرور) و (ضمان نجاح)، وانعكاس لثقافة عالية، وكأننا لا نستطيع (التخطيط والتنفيذ) بالعربي؟!.
أشعر بمرارة عند مقارنة مستوى الإنجليزية عند طلابنا، بطلاب بعض دول الخليج العربي، هناك فرق في المُخرجات، صحيح أننا تنبّهنا للأمر (مُتأخرين) وتم إدخال الإنجليزية في مراحل الصفوف الأولية، ولكن الأمر يلزمه جهد شخصي مُضاعف لتجاوز الهوّة، بل إنّ بعض المسؤولين والقياديين في المؤسسات والوزارات، ربما (قلَّب عينيه في السماء) قبل أن يوافق على ما يطرحه بعض (المتعجرمين) أمامه، حتى لا يبدو غير فاهم، أو أنه عقبة في وجه التطوير والتنوير؟!. أحسن طريقة للتعامل مع أي (إنسان مُتعجرم) من الفصيلة أعلاه، هي مواجهته بذات السلاح، عبر تطعيم الكلام بجُمل من اللغة الفُصحى ثم التساؤل عن معناها (بالإنجلش)؟!.
يحكى أنّ أحد (المبتعثين ) عاد لقريته بعد أن رسب في تعلُّم اللغة، واعتاد (العجرمة) أمام أقرانه حتى أنهم يقدمونه على (الصحن أولاً) في كل وليمة، بحكم أنه (تعلّم في الخارج)، قبل أن يسأله أحدهم (إيش يسمون المثلوثة في تيك الديرة)؟!.
فارتبك قبل أن يقول: أظنها (3D كبسة) والله العالم، إيش لكم و(للمثلوثة)؟ قوموا على (مضغوطكم) أثابنا وأثابكم الله!.
وعلى دروب الخير نلتقي.