عايض البقمي
هكذا شأن العظماء يغيبون جسداً حين يموتون، لكنهم يظلون حاضرين بأعمالهم وآثارهم ومواقفهم التي رسموا خطوطها في مسيرتهم الحياتية.
مداد القلم لا يمكن جمح خطاه في هذه المقالة وهو يتحدث عن الأمير محمد بن سعود الكبير - طيب الله ثراه -، هذا الرائد والرمز الفروسي الذي نعيش الليلة أمسيته إقامة أولى بطولات الموسم الكلاسيكية على كأسه الذهبية (كأس الوفاء)، ومن أجل هذا الفارس الكبير يأتي في مقدمة جموعنا المحتفية ملك الوفاء والحزم وأبو الظفرات سلمان العز والصرامة المطوقة بالعدل، وهذه البطولة تقام تحت رعايته الكريمة - يحفظه الله- امتداداً لمسيرة أخيه الملك عبد الله بن عبد العزيز - رحمه الله -، وتقديراً وامتناناً للأدوار الجليلة التي قدمها (شقران) للفروسية السعودية، كأس الوفاء التي تقدم في نسختها الـ21 تخليداً لذكرى الأمير محمد بن سعود الكبير .. وكما قال الأمير سلطان بن محمد: ليست كبيرة عليه كما أنها ليست بكثيرة على ملك الإنسانية عبد الله بن عبد العزيز - يرحمهما الله - والملك سلمان - أدام الله عزه -
عبارة صائبة وتوزن بالذهب الخالص
فالأمير محمد بن سعود يستحق هذا التقدير الذي يأتي على أعلى المستويات في أجلّ المناسبات، وها هو الملك سلمان (عرّاب الوفاء) ومن رسخه بالأفعال مع إخوانه، يواصل مثل هذه القيم النبيلة، وهو ذو المعدن الأصيل الذي لا تفوته السوانح في التعبير عن الوفاء لكل من يستحق من أصحاب البذل والعطاء لهذا الوطن الكبير الغالي والحبيب.
والليلة نعيش مجدداً أحداث المواجهة الأولى لعمالقة الإنتاج السعودي، حيث ظل الأزرق العملاق حاملاً للقبها ومحتكراً لمنصات التتويج بكأسها الغالية لـ7 سنوات متتالية.
كيف لا وهي تحمل اسم (شقران) والذي خلف رجالاً أكملوا مسيرة والدهم العطرة، وجاء من صلبه شبله الكبير سلطان الميادين وأبو المكارم الأمير الشهم الرزين، والذي ظل يبذل الغالي والنفيس لكي يكون الأزرق دائماً في مكانته العالية.
في الموسم ماقبل الماضي وعبر تاريخ هذه البطولة واصل أسطبل البطولات وعرين الذهب والمنصات جموحه ومده لاحتلال سجل بطولات الوفاء الذهبي، ومثلما هو البطل المتصدر لكأسي المليك وولي العهد وكأس المؤسس فإنه قد يعادل الأزرق في سجل البطولة الذهبي.
إنه ومن لا يعرفه يا سادة يا كرام المارد الأبيض، وفريق الأحلام (أسطبل أبناء المغفور له الملك عبد الله بن عبد العزيز) ، ونجمه المرعب السيف الأجرب يضرب بقوة في النسخة ماقبل الماضية، مسجلاً بطولة الأبيض الـ 6 مقترباً من الأزرق الذي ظل متصدراً كأس شقران منذ بداياتها بـ7 انتصارات متوالية.
والليلة وبعد أن أقترب الأبيض الماسي من إلغاء احتكار الأزرق لبطولته الأغلى، ووسط غياب منافساتي للمنافس التقليدي، يأتي الأحمراني بعمالقته العقبة الوحيدة أمام الكتيبة البيضاء، بما فيهم المرشح الأبرز المرعب العائد بعد غيبة منجم البطولات (متوالي).
ولتبدو الرؤية الترشيحية محصورة المعالم ما بين حامل اللقب والأحمراني العازم لتسجيل اسمه في سجل هذه البطولة عبر موقعة الميل وربع الميل، بزعامة الأبطح الأوضح والمبروك مملوك.
كل الأمنيات الصادقة بأن نستمتع بسباق عمالقة وأبطال .
رحم الله «أبو متعب» الفارس وشقران الخيل والفوارس، وجعل مثواه الجنة، وأطال الله عمر سيدي ووالدي وحبيـبي الملك سلمان وأمد في عمره سنين خادماً للبيتين وسنداً للمسلمين وذخراً للوطن وكل الفروسيين.
المسار الأخير:
ما كل (مهرة) ترتخي ليد خيال
ولا كل (خيال) يقيد رسنها