صيغة الشمري
كنت أراقب بحماس وتفاؤل السماح للمرأة السعودية بالمشاركة في انتخابات المجلس البلدي، كوني أعتبرها خطوة أولى وايجابية نحو بناء التنمية ودفع عجلة تطور مجتمعنا، لوجود قناعة لدي لا تقبل النقاش بأن اقصاء المرأة وابعادها ومنعها من المشاركة في بناء المجتمع يهز قوة الوطن ويقلص من حجمه الحقيقي ويؤخر لحاقه في الأوطان المتطورة الأخرى.
إن المجتمع مثل السيارة لا يمكن أن تسير بالزيت وحده دون الماء أو بالماء وحده دون الزيت، إن ماكينة تطور أي مجتمع زيتها وماؤها هما المرأة والرجل، الذي يحدث الآن من السماح لمشاركة المرأة في الانتخابات بشروطه وقوانينه الحالية ما هو إلا مشاركة شكلية غير فعالة، وما هي سوى برهة زمنية قليلة وتنتهي الانتخابات وتقصى المرأة ويعود الرجال للفوز بجميع مناصب المجلس البلدي ليعود الهجوم الشرس ضد بلادنا من قبل الإعلام العالمي الذي لا يتفهم خصوصية مجتمعنا ولا نحن قادرون على إفهامه بطريقة حضارية، لأننا أصلاً لا نفهم لماذا نحن نتخذ هذه القرارات سوى محاباة لفئة معينة لا تملك حلولاً بديلة لأي شيء!
السماح للمرأة بالمشاركة بالانتخابات البلدية ومنعها من الاشراف على حملتها الانتخابية ومن التخاطب مع الرجال إنما هو إقرار بعدم الرغبة في فوزها أو حتى منافستها للرجال، لأن في ذلك تشدداً لا مبرر له، وفيه إقرار واضح بتحريم التخاطب بين المرأة والرجل دون مستند أو مرجعية دينية غير مجاملة لفئة متشددة جداً ترى أن الأصل في الحياة هو التحريم.
إن بعض القرارات التي يتم خلالها مجاملة بعض الأصوات المتشددة إنما هو أمر سندفع ثمنه مع مرور الأيام مثلما دفعنا ثمنه قبل عشرات السنوات ولا زلنا.
أكتب هذا الكلام وأنا أراقب احدى الصديقات وهي تخوض معترك انتخابات المجلس البلدي مع وجود قائمة طويلة من الممنوعات التي تجعل فوزها أو حتى منافستها على الفوز يبدو أمراً شبه مستحيل وغير ممكن في ظل هذه المحاذير والممنوعات والحساسية المفرطة والترصد وسهولة اقصاء أي مرشحة مخالفة!.