مهدي العبار العنزي
للعالم العربي قضايا رئيسية وفي مقدمتها قضية فلسطين والتي كانت تصنف على أنها الأولى! هذا قبل أن يتحرك أعداء الإسلام بكل مايملكون من قوة وفكر لإيجاد الإرهاب الذي تغلغل في الجسم العربي وأصبح يمثل هاجسا لدى الجميع لأنه الخطر المحدق على مستقبل الأمة وتطلعاتها واستمرارية المسيرة التي كان كل الشعوب يتمنون أن تستمر بدون منغصات؟
ولكن في عالمنا العربي اليوم يعيش الكثير من الناس في فراغ ٍ فكري ومعنوي مما تسبب في غياب القرار العربي الذي يهدف إلى الاجتماع وإبعاد المخاطر والتهديدات والأمر ليس فيه خيال ولاتمن بعيد المنال لولا أن كثيرا من أبناء أمة الضاد لا يقرؤون المشهد ولا يدركون الظروف المحيطة بهم؟ وهناك وبكل أسف من يتوافق بالرأي مع أعداء الإسلام وهناك من يصدق من يدعون أنهم يقتلون الناس لنشر الدين الإسلامي وهناك من ارتمى في أحضان القوى الظالمة وصدقوهم أنهم سيجلبون الحرية والديمقراطية والعدل والعيش الكريم للشعوب العربية وهناك من ينتسبون للإسلام لم يعترفوا بأن الدين الإسلامي الحنيف حافظ على الروح وعلى الجسد وعلى الممتلكات وعلى كرامة الإنسان ولكن من يعتنقون الفكر الضال لم يقيموا لهذه التعاليم أي وزن وهؤلاء بأعمالهم وإرهابهم وحقدهم صرفوا نظر العالم العربي عن القدس وعن فلسطين بكاملها وهذا يتيح الفرص المواتية للأعداء ليواصلوا رسم مخططاتهم العدوانية ضد أمة محمد بكاملها وفرض الأمر الواقع والذي يتهم الإسلام بالإرهاب وأنه دين قتل وسفك دماء وتبرئة الحركة الصهيونية من كل أعمال القتل والعدوان إن من تسبب في ذلك التوجه لدى العالم هم من يدعون أنهم يدافعون عن الإسلام وينتحرون من أجله وهم لم يعلموا أن أعمالهم وأفعالهم لا تمت للإسلام بصلة. لوسألت أي عاقل لقال لك إن الإسلام بسماحته يسع الجميع وأنه لايؤمن أحد من المسلمين حتى يحب لأخيه مايحبه لنفسه ! فلماذا عقول وصدور هؤلاء لم تتسع لهذه القيم التي أوجدتها تعاليم الإسلام السمحة لقد ساهموا في إيجاد العنف والكراهية وتسببوا في حرمان أبناء جلدتهم من نعمة الأمن والتي تعتبر من أهم الحاجات التي يحتاجها الإنسان وهي ضرورة ملحة لا قيمة للحياة بدونها! نعم يحق لنا نتسائل إلى متى والعرب يعيشون في هذا الكابوس المخيف والمتمثل بتفريق صفوفهم وعدم توحيد كلمتهم وعدم تذليل كل المعوقات والصعاب التي تحول دون هذا التمزيق والاختلاف بل والعداء وإلى متى ونحن نستظل بظل الوهم كنا؟ فهل كنا هذه تثبت بأننا أغبياء؟.