د. خيرية السقاف
يا لهذا الصقيع
حلَّ نازلاً بعدّته، وعتاده
ما استأذن النازل بهم،
ولا تفقَّد منزلَه، !
ما سأل عن المجامر، ولا الأثافي،
ما أعدَّ الحطبَ، ولا المواقد،
ما أسس للبئر، ولا للجدول،
ما خزَّن القمحَ ، ولا تعاهد مع النحل،
ما تعاقد مع الخيمة، ولا ضرب الوتد،
ما غزل الصوف، ولا نسج الفرو،
ما رتب للريح، ولا هيأ لزمهريره!!
ما خضَّ اللبن، ولا صبَّ الزيت،
ما أفرغ أكواب العطش، ولا ملأ سراديب النمل!!
ما سأل الأرصفة عن العراة، ولا لملم الأنين عن الجروح،
ما أنزل البنادق عن الحداة، ولا أقام الأسوار للشتات !!
ما اتفق مع الصحراء أن تكون رؤوفة بالرعاة،
ولا سمَّن الماشية للجياع !!
لكنه،
أجَّج الأسئلة،
أيقظ الجمال،
نثر على الجروح ملحه،
ولج من الأبواب وأناخ،
واستطاب النزول ...!!