فهد بن جليد
هل تصدق أنّ رمز (ملاّحة الطعام) تسبب في نشوب قضية شائكة بين أصحاب المطاعم في نيويورك والصحة العامة، بسبب الإصرار على وضع علامة (الملاّحة) للتحذير من الملح الزائد في بعض الوجبات التي تباع، حيث يعتقد أصحاب المطاعم أنه تم إثقال كاهلهم بوضع هذه العلامة على قوائم الطعام، بينما تصر إدارة الصحة بالمدينة على ضرورة تنبيه متناولي الطعام بأنّ الملح ضار، وزائد في هذه الوجبات؟!.
في مطاعمنا يتم تدوير (الزيت) في بعض مطاعم الوجبات السريعة لأكثر من يومين، دون تحذير أو حتى تدخل، مع عدم الاهتمام بشكوى من هذا النوع، لو كان لي من الأمر شيئاً لفتحت باب الابتعاث الخارجي لمديري البلديات، ومراقبي الصحة العامة في المطاعم والمواد الغذائية، لمعرفة قيمة الإنسان وأهمية الحرص على صحته، وعدم التهاون في ذلك مطلقاً!.
في دول الخليج القريبة أول مكان يتم مراقبته، هو مطاعم فنادق الخمس نجوم، للتأكد من سلامة الغذاء فيها، وعدم تدوير الأطعمة في البوفيه المفتوح بين الوجبات، أضف إلى ذلك أنّ البوفيهات الصغيرة مزوّدة بكاميرات مراقبة، كما أنّ هناك التزاماً واضحاً، وهناك بيانات معلقة للزيوت المستخدمة، وأوقات استخدامها وبيانات لعلميات الإتلاف التي تتم!.
المسألة تتجاوز صلاحية الأكل والشرب، فضلاً عن ضرر بعض المكونات، لتصل لعدم الالتزام بالقوانين والاشتراطات المفروضة أصلاً، أحد الفنادق الشهيرة في الرياض يقدم فاتورة أي أكل أو شرب لرواده باللغة الإنجليزية فقط، ويذيّل في الأسفل إذا كنت ترغب الحصول على فاتورة بالعربي أطلبها من النادل، وكأنّ اللغة العربية في المملكة هي اللغة الثانية، والأصل هو الإنجليزية؟!.
الأنظمة الرقابية على الأطعمة لدينا، يجب أن تتجاوز الشكليات التي يبدو أننا نحرص عليها في تقليد المطاعم العالمية فقط، كمقارنة الأسعار والأشكال دون الحديث عن المكونات، والقيمة الغذائية، وخطر المواد المضافة!.
أنا متأكد أنّ أي عضو في مجلس الرقابة الصحية في نيويورك سيزور المطاعم الشعبية في (المرقب أو الحلة) بالرياض، أو (غليل) في جدة، ويشاهد الكوارع، والتقاطيع، وزيوت الكبدة (سينجلط فوراً), لأنه لن يعرف الرموز والشعارات التي يجب وضعها على قائمة هذه الأطعمة؟!.
من أوصلنا لهذا الحال، هو أنّ وظيفة (مراقب البلدية) لا تحتاج لمبتعث، ولا يمكن ابتعاث من يشغلها!.
وعلى دروب الخير نلتقي.