فهد الحوشاني
في أعقاب الحادثة الإرهابية التي حدثت في كاليفورنيا وراح ضحيتها 14 شخصاً، تصاعدت الأصوات التي تتهم المسلمين، فألقى الرئيس الأمريكي أوباما خطاباً أنصف فيه شعبه المسلم والذين يعيشون في أمريكا وأنصف المسلمين في العالم، ومفرِّقاً بينهم وبين داعش والجماعات الإرهابية، وأن هناك أكثر من مليار مسلم ينبذون الإرهاب، وأن الإسلام لا يوافق على ما تقوم به داعش. ومشيداً بالمسلمين في أمريكا كمواطنين يسهمون في خدمة وطنهم. وداعياً الأمريكيين لعدم التعميم. كان الخطاب منصفاً ولم نتعوده من رئيس أمريكي سابق. لكن في المقابل كان هناك صوت للتطرف والكراهية مثَّلَه بقوة المرشح الجمهوري (ترامب)، إذ قال إن علينا منع المسلمين من القدوم إلى أمريكا!! داعياً إلى تشديد الرقابة على المساجد! المكسيكيون أيضاً لم يسلموا من ترامب فقد وصفهم بأنهم مجرمون ومغتصبو نساء!! قناة (سي أن أن) دخلت على الخط كعادتها وكانت برامجها ومقابلتها ما يشبه الاحتفاء بهذا الخطاب، حتى أنها عندما قابلت مواطنين أمريكيين انتقت المؤيدين والموافقين لكراهية ترامب وخطابه العنصري.
ترامب يسأل لماذا يكرهوننا؟!!. وبعيداً عن الإجابة المختلف عليها، فأنا لا أرى أن المسلمين يكرهون أمريكا ولا الشعب الأمريكي، وإن كانوا يختلفون مع السياسة الأمريكية، والدليل عدد المهاجرين والطلاب والسياح والعلاقات الجيدة بين البلدان الإسلامية وأمريكا. لكن السؤال الذي يجب طرحه، لماذا يكره ترامب المسلمين؟ لماذا يريد هدم القيم الأمريكية ويريد أن يعبث بالنسيج الأمريكي؟ وبعبارة أخرى لماذا يكره لأمريكا أن تبقى أمريكا!!