علي الخزيم
اعترف مخلوع اليمن على صالح بمدى القلق والتوتر والتّوهان العقلي والفكري الذي يعيشه ويُقلق مَضْجعه ويُكدّر حياته بصفة عامة بسبب ما يخشاه من تبعات عاصفة الحزم، وهذا ما يعنيه حينما كتب بصفحته على (فيس بوك) وبنحو يدل على تصنّع قوة الموقف والثقة المُزَيّفة؛ ان العاصفة افادته بفوائد أهمها: التوقف عن مضغ وتناول نبات القات، والتوقف عن استخدام الهاتف، والأهم (عنده) انه تفرغ لتصفية اعضاء حزبه الذي أقاله وخلعه من رئاسته مؤخراً بعد انكشاف مآربه ومخططاته ضد وطنه وأهله باليمن. أما القات فربما لخوف من التسميم، والهاتف النقال لرعبه من النهاية إلكترونياً، وأضاف: جاءت العاصفة - ووصفها بالعدوان - لنكمل تصفية وتطهير المؤتمر الشعبي العام من الخونة والعملاء (دون ندم) على ذلك، ويلاحظ إمعانه بالطغيان وعدم اكتراثه بمآلات أعماله الخيانية الجائرة المسرفة بالغي والفجور، وقلبه للحقائق والوقائع بأن يصف أعضاء الحزب المعتدلين ممن رفضوا غوغائيته وصلفه الإجرامي بالخونة العملاء، ويلاحظ كذلك كلمته (لنكمل) اذاً هو قد بدأ منذ توليه الحكم ورئاسة الحزب بتصفية كل خصم ومعترض، أو على أقل تقدير كل صاحب رأي مخالف له ولتوجهاته، ثم يتبعها بقوله وبتركيز مقصود وبين قوسين (دون ندم على ذلك)، وأيم الله إن هذا لهو منطق وهذيان الطغاة ممن ابتلاهم الله سبحانه بأنفسهم وتركهم في طغيانهم يعمهون في استدراج لهم من لدنه سبحانه من حيث لا يعلمون، {وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا سَنَسْتَدْرِجُهُم مِّنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ} (182) الأعراف، وقال جل شأنه: {إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَتُ رَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ} (96) يونس.
وفي لقاء نشرته إحدى الصحف المحلية مع مسؤول يمني؛ أفاد بأن المخلوع - بحسب مصادر موثوقة - يتنقل من بيت إلى آخر وتنقلاته تحت تشديدات أمنية مرعبة، ويقيم في بيوت بعض القيادات التابعة والمتحالفة والمتعاونة، وأوضحت مصادر لصحيفة الشرق الأوسط اللندنية عن اختباء المخلوع في نفق بمنطقة النهدين، حيث تقع دار الرئاسة جنوب العاصمة، وأن المنطقة من جامع الصالح إلى دار الرئاسة تضم أنفاقاً ومخابئ تحت الأرض كان يُشْرف صالح بشكل شخصي على بنائها خلال السنوات العشر الماضية، وهي مزودة بكل الاحتياجات اللازمة للسكن لعدة أشهر، إضافة إلى ممرات سرية يمكن مرور سيارات وشاحنات داخلها، مؤكدة أنه كان يستخدمها مقراً آمناً أثناء الانتفاضة الشعبية ضده عام 2011، وأنه حرص على الاحتفاظ بكثير من المخابئ في جبال النهدين بعد رحيله عن السلطة وإبقائها تحت إشرافه بشكل غير مباشر.
بدوره، قال الصحفي والناشط السياسي اليمني، محمد سعيد الشرعبي للإسلام اليوم: كعادة أي طاغية عمل المخلوع طيلة سنوات حكمه على بناء دروب نهايته من مال الشعب، وطموح أي حاكم مستبد فرصة هروب أخيرة، ونقل عن أحد الموظفين في مكتب إعلام الطاغية: أنه بدأ بتناول الأدوية المساعدة على النوم بعد أن شعر بعزلة داخلية وخارجية، {وَأُمْلِي لَهُمْ، إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ} (183) الأعراف.