رقية الهويريني
لا يتوقف عمل الجامعات على التعليم الأكاديمي فحسب؛ ولكن دورها التوعوي والتثقيفي يعدُّ من المهام التي تؤديها الجامعات العريقة باقتدار. وتعتبر جامعة الأميرة نورة إحدى المؤسسات التعليمية التي تضطلع بالمسؤولية الاجتماعية بصورة ناصعة.
أطلقت الجامعة مبادرة إنسانية للتوعية الصحية الشاملة، وخصصت يوم السبت 12 ديسمبر 2015م للتوعية بمرض سرطان الثدي؛ إذ قامت الجامعة من منطلق المسؤولية الاجتماعية بالشراكة مع شركة (ألف خير) ومجموعة من المؤسسات الوطنية بتنظيم مبادرة تحت مسمى 10KSA. وانطلقت المبادرة من خلال تنظيم تجمع نسائي، يستهدف استقطاب (10,000) سيدة داخل الجامعة، التي حرصت على القيام بعمل أكبر شريط توعوي بشري، يمثل الشعار العالمي للتوعية بمرض سرطان الثدي، مكون من السيدات والفتيات؛ ليصبحن النواة الأولى للتوعية الصحية الشاملة لدى فئات المجتمع كافة، وتم تخصيص موقع إلكتروني على تويتر Join10KSA@ لحملة مبادرة «ksa 10» الموجَّه للتوعية بخطورة هذا المرض.
ويُعتبر سرطان الثدي السبب الثاني في المملكة لوفيات النساء بعد سرطان الرئة، وهو السرطان الأول عالمياً من حيث الإصابة عند النساء بنسبة 29 % لبقية أنواع السرطانات، بمعدل 24.9 لكل 100 ألف من النساء، والعمر الوسطي عند التشخيص 49 عاماً، أي أقل بـ10 إلى 15 عاماً من الدول الغربية!
وتشير الدراسات الطبية إلى أن نسبة الإصابة بسرطان الثدي في تزايد مستمر في دول العالم كافة، ومن المتوقع أن تصل إلى ثلاثة أضعاف بحلول عام 2030م إن لم يتم اكتشافه وعلاجه باكراً. وما يؤسف له أن أكثر من نصف الحالات المصابة بسرطان الثدي في المملكة لم يتم اكتشافها إلا في مراحل متأخرة، مقارنة بـ 20 % في الدول المتقدمة؛ ما مكَّن تلك الدول من المسارعة في علاج الحالات المصابة. وقد أحدث هذا الإجراء انخفاضاً في الوفيات المرتبطة به في السنوات الأخيرة في الدول المتقدمة بسبب الكشف المبكر، وتطوير العلاج، وزيادة حملات التوعية به بمساهمة مؤسسات المجتمع، فضلاً عن توجيه المرأة لتناول الطعام الصحي وممارسة الرياضة المعتدلة.
والحق أن تلك الحملة الموفَّقة هدفت فنجحت في توعية النساء بالاهتمام بالصحة الشاملة، والقيام بالإجراءات الوقائية كافة لمرض سرطان الثدي، وكيفية الكشف المبدئي له والمتقدم.
شكراً جامعة نورة وشركة ألف خير وكل المؤسسات التي كوّنت فريقاً لتقديم خدمات اجتماعية تطوعية، هدفها إنساني، يقدم بصورة حضارية راقية، ويعلي من أهمية صحة المجتمع وتوعيته.
وهذا المقال يمثل دور المسؤولية الاجتماعية لصحيفة الجزيرة وزاوية «المنشود» في التوعية والتثقيف الصحي.