غسان محمد علوان
تغلب الأهلي على الهلال في موقعة (تحديد بطل). في ليلة رفض اليوناني دونيس إظهار قوة الهلال الحقيقية، وأصر خلالها غروس أن يؤكّد على معرفته بكيف تؤكل الكتف. ومع توالي لقاءات المحك الحقيقية، تستمر قناعات وتخوف اليوناني في حجب وجه الهلال. وكان المؤتمر الصحفي التالي للمباراة خير شاهد على انتفاء الحجج لدى دونيس، فبدأ برمي الأعذار جزافاً في كل اتجاه دون التطرق على الإطلاق لكل ما ذكره المحلّلون أو المتابعون من ملاحظات ظاهرة للعيان، ويرى الأغلبية أنها من أسباب تذبذب الفريق خصوصاً في اللقاءات الحاسمة. الإصرار العجيب على اللعب بثلاثة قلوب دفاع هو دستور لدى اليوناني، رغم أنه لم يلجأ إليه سوى مضطراً في لقاءٍ ما بسبب نقص العناصر. وهذا الإصرار خلف وراءه العديد من الاختراعات أو (التخبيص) الذي يدفع ضريبته الهلال ولاعبوه من حيث إحراجهم في مراكز لا تتناسب وقدراتهم، أو إشراكهم رغم عدم القبول الذي أظهره الجمهور في غير مرة مستندين على إحصاءات ولقاءات سابقة تبرر امتعاضهم وتشرعنه.
فالإصرار على سلمان الفرج كمحور دفاعي صاحب العقلية الهجومية هو قتل لمجهودات الفريق وتدمير لمعنويات لاعب دولي يملك الكثير لتقديمه في الشق الهجومي. وعلى أثر ذلك الإصرار، تم تحويل اللاعب الخبير في مركز المحور الدفاعي سعود كريري للعب في قلب الدفاع، لينتقل بذلك قلب الدفاع الأساسي محمد جحفلي إلى مقاعد البدلاء. سلسلة من القناعات أثَّرت على أكثر من مركز وأثَّرت على شكل وأداء الفريق بشكل عام بلا مبررات حقيقية أو ملموسة. أما في الشق الهجومي، فهناك إصرار على إشراك عبدالعزيز الدوسري كصانع لعب وهو العاجز عن تسجيل أو صناعة أي هدف في كل اللقاءات الدورية التي شارك بها. أما ما يمارسه دونيس مع مهاجم الهلال (الأول) ناصر الشمراني من تهميش في ظل انخفاض مستوى ألميدا وصيامه عن التسجيل وزاد عليه بتضييع ضربتي جزاء متتالية يدعو للاستغراب فعلاً ويستدعي مواجهة المدرب مباشرة لمعرفة الأسباب الحقيقية خلف ذلك. في الهلال ترسانة من المواهب والقدرات الشخصية القادرة على حسم أي لقاء وكل لقاء دون عناء أو توتر متميزاً بذلك عن بقية فرق الدوري جميعها. كل ما يحتاجه الهلال واقعية فنية تبدأ بالجلوس مع المدرب وإقناعه أو حتى إجباره بتغيير تلك القناعات التي اعترف غير مرة بعدم صحتها، ورغم ذلك استمر عليها! لست مع الراغبين في إقالة المدرب واستبداله، رغم مشروعية رغبتهم تلك في ظل الارتباك الذي يبديه دونيس في اللقاءات الكبيرة، ولكني أرى في دونيس الكثير من الإيجابيات والقدرات التي حجبها بيده وبرغبته عن الظهور لمجرد إثبات وجهة النظر.
بقايا...
- إذا كان من الصعب تسريح من أجمع الكل على فشلهم بسبب العقود الملزمة، فإراحة الجماهير بإبعادهم عن المشاركة هو تعبير عن احترام آرائهم ومشاعرهم.
- عبدالكريم القحطاني وعبدالمجيد السواط خيارات هجومية تستحق التجربة والمشاركة، فالرهان عليهم أجدى من الانتظار لاستثناءات من ثبت فشلهم بتقديم مستويات تستحق التقدير.
- إدواردو هداف الفريق، يسجل هدف التعادل، وبعدها بدقائق يتسبب بركلة جزاء، وينطلق ويحمل الكرة لتنفيذها، فيأتي التوجيه من دونيس بتسليمها لألميدا الفاقد لحساسية الشباك والفاقد للثقة بالنفس لينفذها لتعود الثقة له فتضيع وتضيع معها نقاط المباراة الثلاث!! عبث بالأولويات.
- أتفق تماماً مع أن نقاط الفرق غير المنافسة هي سبيلك لتحقيق اللقب، ولكن نقاط المنافس المباشر هي من تهديك اللقب.
- القرارات الانضباطية هي لتعديل حال معوج للوصول للأفضل، ومتى أثرت على الفريق فهي خسارة مزدوجة لا رابح فيها.
- إشراك ناصر الشمراني في آخر الدقائق والفريق متأخر بالنتيجة هي محاولة متعمدة لقتل طموحات هذا المهاجم الشغوف بالتسجيل والانتصارات، والخاسر هو الهلال أولاً وأخيراً.
خاتمة...
القلب أَعلَمُ يا عَذولُ بِدائِهِ
وأحق منك بِجَفنِهِ وبمائِه
فوَمَن أُحب لأعْصينّك في الهوى
قسماً به وبحسنه وبهائِهِ