غسان محمد علوان
يطل عليكم هذا المقال بعد انقضاء إحدى ليالي الوفاء الرياضي (وما أقله في زمننا)، ليلة الوفاء الرياضي للاعب تدرج في الفئات السنية لنادي الهلال، واختتم حياته الكروية في نادي الشباب.
اللاعب الدولي الذي شارك في كأس العالم ونهائيات الأمم الآسيوية لمرتين، وحقق خلال مسيرته الذهبية 26 لقباً، من الأكيد أنه لن يكون اسماً عابراً في تاريخ الرياضة السعودية.
عمر الغامدي وهو يودع الملاعب، لازال يمارس عادته بترك بصمته بهدوء وبابتسامة عريضة لترسخ في مخيلتنا وذاكرتنا التي يصيبها الوهن جحوداً أو إهمالاً.
عمر الغامدي كان طوال حياته الرياضية أنموذجاً لما يجب أن يكون عليه اللاعب المحترف، فكوفئ بالتالي بالتشرف بتمثيل منتخب بلاده 78 مرة، وتربع حتى الآن على قمة عدد البطولات التي شارك فيها لاعب سعودي.
كان لزملائه في الملعب مصدر ثقة وحافز لتقديم الأفضل.
كان لجماهيره مصدر طمأنينة وأمان كل ما تواجد على أرضية الملعب.
كان لمدربيه ورقة رهان لا تخذلهم أبداً.
كان لرؤسائه ولمن أشرف عليه إدارياً مثالاً للانضباطية والتفاني.
لا أذكر لأبي فهد موقفاً معيباً، أو حادثة سوداوية تناقلتها الصحف والألسن. بل حتى وهو يغادر بيته الأول الهلال، غادره بهدوء ومحبة. وظل وفياً لتلك السنين الاثني عشر التي قضاها داخل أسواره.
أعيد وأكرر، أن عمر الغامدي كأنموذجٍ للاعب معاصر يجب أن يكون مثالاً جيداً لكل ناشئ أو حتى لاعب حالي لازال لديه عدة مواسم في جعبته.
فليس مطلوباً أن تكون من فئة النجوم (السوبر ستار) لكي تحوز على المجد.
وليس مطلوباً أن تكون مصدر مشاكل ومحور أحداث لتلفت النظر إليك.
وليس مطلوباً منك أن تكون أكثر المتحدثين خارج الملعب لترضي شغف من سكن المدرج.
كل ما هو مطلوب منك أن تعطي الكرة حقها من الجهد والصبر والشغف، لتبادلك كل هذا مجداً وذهباً. فلا يوجد أوفى من كرة القدم عندما تكافئ من يستحق.
خاتمة...
قالوا في عمر:
- (وجود عمر الغامدي في الملعب هو راحة للدفاع والحارس، ونوعيته نادرة)
محمد الدعيع
- (عمر الغامدي أنموذج للاعب المنضبط والمخلص)
محمد الشلهوب
- (عمر لاعب تكتيكي رائع سعدت باللعب معه. خدم الهلال والمنتخب وكان علامة فارقة في الزعيم).
يوسف الثنيان
- (أضاف عمر لفريق الشباب خلال أربعة مواسم الكثير، واعتزاله خسارة للكرة السعودية عامة وللشباب خاصة).
أحمد عطيف
- (عمر الغامدي الأقل ضجيجاً والأكثر عطاءً داخل الملعب).
سامي الجابر