عبد الكريم الجاسر
** نسبة الإحباط عند عدد غير قليل من الجماهير الهلالية وصلت مداها بعد الخسارة غير المتوقعة أمام الأهلي الخميس الماضي.. خسارة هلالية مؤثرة فوتت على الهلال صدارة الدوري بفارق ست نقاط كاملة عن أقرب منافسيه.. ليعود الأهلي بانتصاره المستحق لمشاركة الهلال الصدارة وربما خطفها في القادم من الجولات.. فالخسارة الهلالية غير مبررة بأي حال من الأحوال.. فالفريق متكامل وعناصره هي الأفضل والأكثر جاهزية وكل الظروف هيأها الهلاليون لهذا الفريق ليحقق طموحات جماهيره، لكنه يأبى إلا أن يحبطهم مرة جديدة.. فخسارة لقاء الأهلي لن تكون عادية بأي حال من الأحوال لأنها كانت المؤشر الحقيقي لرغبة اللاعبين في الحصول على الدوري واستيعابهم لمعنى المنافسة مع الأهلي على اللقب، وقبل ذلك تقديرهم وإحساسهم بمشاعر وطموحات ورغبات جماهيرهم، وتنتظرهم موسماً بعد آخر لكي يحققوا ما تأمله سواء في آسيا أو على الصعيد المحلي الذي يبدو والله أعلم ان تحقيق اللقب والبحث عنه لم يعد من الأولويات لدى عدد كبير من اللاعبين.. أو على الأقل لم يكلفوا أنفسهم عناء البحث عن اللقب والتضحية والعمل الجاد لتحقيقه.. فتشعر في بعض الأحيان أن هناك من لا يعنيه فزت أو خسرت، وهناك للأسف من لا يفرق بين لعب مباراة مصيرية وبين لعب مناورة مليئة بالضحكات والترفيه.
هذا هو الحال -للأسف- الذي يشعر به من يراقب من بعيد، ففي الوقت الذي تجد فيه لاعبي بعض الأندية يسابقون الزمن بحثاً عن الفوز ويظهرون شيئاً من الحرص والجدية لتحقيق الفوز لا تجد هذا موجوداً لدى بعض اللاعبين، أو ربما لا يحسنون إظهاره وإبداء الجدية والعمل على تحقيق الفوز حتى وان كانوا يحترقون من الداخل ويرغبون في الفوز، لكنهم لا يستطيعون عكس ذلك على أرض الملعب بالجهد والعطاء واللعب بروح عالية وتحقيق الفوز.
** هذا الوضع للأسف أعطى انطباعاً بأنه لا حياة لمن تنادي وأن كل الجهود التي يبذلها أعضاء الشرف والإدارة وكل ما تم تأمينه للفريق من إمكانيات وعمل وجهد يذهب بلا مبالاة لاعب وعدم اهتمام آخر وهكذا.. أقول ذلك رغم الإقرار بالأخطاء الفادحة التي ارتكبها دونيس في المباراة والتي تحدث عنها الجميع لكن ما أتحدث عنه هو تعامل اللاعبين مع المباراة وتصميمهم على الفوز ورغبتهم به وعدم إظهار الجدية في البحث عن اللقب عبر مجموعة متعاونة متكاتفة تبحث عن بطولة وتعمل لترد شيئاً مما قدمه لها ناديها من أموال وإمكانات لا يتمتع بها عدد كبير من لاعبي الأندية الأخرى.. فلماذا لا يشعر المرء أن اللقب هو هم حقيقي للاعبين يبحثون عنه ويعملون على تحقيقه ويبذلون الغالي والنفيس للفوز به..؟! هنا مربط الفرس الذي جعل كثيراً من الهلاليين يبدؤون في فقدان الرغبة في المتابعة وإبقاء الآمال قائمة والثقة بالمجموعة الحالية لتحقيق لقب مستحق يأتي عبر التعاون والتكاتف وتحديد هدف يصلون إليه جميعاً من أرض الميدان بالعطاء والإخلاص وتجاوز الظروف والخصوم وعدم اليأس مهما كانت الأسباب كما هم أجيال عديدة مرت على الهلال من اللاعبين الكبار، وأنا دائماً ما أركز على اللاعبين ودورهم الرئيس في تحقيق الانتصار، فهم من يقاتل في الملعب ويبذل وينفذ ويحقق الآمال.. أما البقية فهي عوامل مساعدة لا تلغي بأي حال من الأحوال الدور الأساسي للاعبين وأهمية أن يدخلوا كل مباراة للفوز والفوز فقط بعيداً عن أي أمور أخرى.. فهم من يلعبون ويقبضون وينتظرون أو يهزمون، دورهم لا يضاهيه أي دور..!
لمسات
** تصريح دونيس بعد المباراة مخجل جداً.. فلم يجد مبرراً للخسارة سوى الأرضية والحكام.. فضلاً.. احترم عقولنا أيها اليوناني!
** لا يعني وجود أخطاء (من وجهة نظر المتابعين) أن يكون دونيس سيئاً.. فلا يوجد شخص أو مدرب كامل أو بدون أخطاء.. لكنها تختلف في التعامل معها والتجاوب في إصلاحها وهنا مربط الفرس.. فهناك من يعترف ويتنازل ويبحث عن الإصلاح وهناك من يكابر ويوصل الأمر لطريق مسدود ليصبح هو أو الفريق الضحية!
** تكامل الهلال وتجهيزه وتوفير كل المتطلبات له وأفضليته على بقية الفرق من كافة الوجوه تجعل المطالبة بالدوري حقاً مشروعاً لجماهيره ويجب أن يدرك لاعبوه ذلك ويشعروا بحتمية الفوز باللقب ويعملوا على ذلك لأن البعض يعتقد أنه فقط يلعب كرة قدم ويستمتع بأجوائها ومميزاتها فقط، وليس معنياً أو مطالباً بتحقيق أي شيء أو محاسباً على أي شيء!
** المستويات التي يقدمها ديقاو حالياً تعطي انطباعاً بأنه قد اتخذ قرار المغادرة ورتب أموره للموسم المقبل.. ولذلك اختفت الروح العالية والنجومية المطلقة.. فتحول إلى لاعب يؤدي الواجب فقط!
** خسر الهلال أمام الاتحاد بالأربعة لكنه كسب احترام الجميع بأداء كبير وروح عالية ورغبة جامحة في الفوز ولذلك لم تكن ردة الفعل كما حدث أمام الأهلي حيث هزم الهلاليون أنفسهم بأنفسهم وبقناعة تامة قبلوا الخسارة وكأنها أمر عادي!
** بعض اللاعبين تشعر وأنت تشاهده أنه يحترق لفوز الفريق ويبذل قصارى جهده وعلى رأس هؤلاء المدافع الكوري كواك.. فهو يلعب بإخلاص وحماس ورغبة كبيرة في الفوز والاستمرار مع الفريق.. وهنا يكمن الفرق!