إبراهيم السماعيل
خلال السنوات الأربع الماضية كثُرت الأقلام المسمومة والحاقدة بشكل غير مسبوق التي لا هم ولا شغل لها سوى الهجوم غير الأخلاقي وغير المبرر على السعودية مركزين على بعض الإشكالات ذات الطابع العقدي متناسين أن من استأجرهم للهجوم على السعودية في هذا الجانب لديه ليس إشكالات عقدية فقط بل كوارث عقدية يتجاهلها عمدًا هؤلاء الحاقدون، كل هذا يأتي في سياق الحرب الإعلامية الفارسية القذرة على السعودية بسبب وقوفها الصلب الذي لا يقبل المساومة على مصالح الأمة في وجه المشروع الفارسي الذي دمّر المنطقة وأشعل فيها الحرائق الطائفية البغيضة.
خلال الخمسين سنة الماضية تعرضت السعودية وما زالت للكثير من هذه الحملات المسمومة والمسعورة وكلها باءت بالفشل الذريع وهذه الحملة الفارسية الحاقدة لن تكون استثناءً فخبتم وخاب مسعاكم.
إن من الحكمة ربط هذه الحملات والأقلام العميلة الحاقدة بما تمر به المنطقة الآن من ظروفٍ بالغة الصعوبة بسبب تغوّل المشروع الفارسي في المنطقة، حيث اعتقد هؤلاء العملاء الحاقدون أن هذه هي فرصتهم التاريخية لبث حقدهم وللنيل من المملكة ومن دورها الإقليمي الرائد خصوصًا في وجه المشروع الفارسي، وكأنه لا يكفي هذه الأمة المنكوبة أعداءها الخارجيين من فرسٍ وغيرهم حتى يخرج لنا من بين أبنائها من يغرد خارج السرب بشكل لا يخدم إلا أعداء هذه الأمة فقط.
إن خلافاتنا واختلافنا داخل البيت العربي عمومًا وداخل البيت الخليجي خصوصًا شيء طبيعي وصحي لكن هذا ليس وقته الآن، حيث يجب أن تتوحد كل الجهود العسكرية والاقتصادية والثقافية لمواجهة هذه الظروف البالغة الصعوبة والمهددة لوجود الأمة برمتها.
إن ما دفعني للكتابة اليوم هو مقال منسوب للدكتور: سالم بن حميد وقد كُتِب هذا المقال قبل أكثر من سنة وللمفارقة أن هذا الكاتب ما زال يكتب في جريدة عكاظ السعودية، وأنا هنا لا أرد على الكاتب ولا اتهم الكاتب حيث إنني لست على يقين من صحة نسبة المقال إليه، إنني أرد هنا على ما ورد في المقال من أفكار واتهامات باطلة وحاقدة لوطني السعودية الذي افتخر بالانتماء له.
سوف أترفّع عن التعليق على بعض الاتهامات السخيفة والعبارات النابية التي وردت في المقال مثل تشبيهه النساء بأكياس الزبالة وفي اختزاله الشعب السعودي برمته بقلةٍ متطرفة يوجد مثلها في كل المجتمعات وحتى المجتمعات المتطورة جدًا كالولايات المتحدة الأمريكية فالمتطرفون الدينيون موجودون في كل المجتمعات وكل الديانات أن اختزاله للمجتمع السعودي برمته بشريحةٍ قليلة وإسقاط ممارسات هذه الأقلية المتطرفة على كل المجتمع السعودي لهو قمة التطرف في الطرح ولا يأتي بمثله سوى الأقلام الحاقدة والمأجورة.
لقد تعمّد المقال الخلط بين العقيدة والدولة بأسلوب لا يخلو من حقد وانتهازية فالدولة والمجتمع بشكلٍ عام هم أول المتضررين من هذا الفكر المتطرف وهم من يحاربونه، ولقد تناسى المقال عامدًا أن من ينفق الأموال الطائلة لتخريب وتدمير العقائد والمجتمعات والدول بشكلٍ ممنهج هي إيران وبشكلٍ واضح وأدلة ملموسة وليست السعودية كما يدعي المقال زورًا وبهتانًا، فإيران التي تركت نصف شعبها يعيش تحت خط الفقر وأنفقت المليارات سنويًا لأهداف التخريب والتدمير كانت أولى بتركيز المقال عليها لو لم يكن عميلاً وحاقدًا ومتحيزًا، فبدلاً من تضييع مساحة المقال في تسقط عيوب السعودية أمامه عدوٌ واضح ويعلن عن عداوته ليل نهار لكنه بسبب حقده الأعمى وقصر نظره لا يريد رؤيته، ولو أن المقال ركز على جزر الإمارات الثلاث التي تحتلها إيران لكان أفضل وأكثر نفعًا من تضييع وقته في ترويج الأكاذيب عن سرقة السعودية لأراضيه ونفطه كما يدعي، حيث إن مزاعم المقال عن سرقة السعودية لأراضي ونفط الإمارات موضوعٌ قديم وهو خلاف على أراض متنازع عليها وليست محتلة كما يدعي، كما هو حال الجزر الإماراتية وقد تم حل هذا النزاع في حينه بين الراحلين الكبيرين الملك فيصل والشيخ زايد خلال اجتماع أخوي في الرياض ولا أريد الخوض في تفاصيل هذا الموضوع الآن لضيق المساحة لكن يبدو أن المقال تناسى هذا قاصدًا ولم يطلع على حيثيات ونتائج اجتماع الرياض بين الراحلين.
فقليلاً من التبصُّر والتعقُّل أيها العملاء الصغار فالظروف التي تتكئون عليها الآن لبث سمومكم وأكاذيبكم ليست أزلية ولا بد من زوالها يومًا ما وعندها لا بد لكم من مواجهة مصيركم المحتوم وجزائكم العادل جزاءً وفاقًا لما بثته أقلامكم من حقد وأكاذيب لا تخدم كما قلنا إلا المشروع الفارسي في المنطقة الذي هو أيضًا مصيره إلى زوال محتم، وما بني على باطل فهو باطل ولا تنسى الأمة غدركم وخيانتكم لها.