د. حمد بن محمد آل فريان
مما لا شك فيه أن البشرية جمعاء تواجه مشكلات كثيرة وكبيرة.. ومن أبشع المشكلات الراهنة وأشدها أذى مشكلة الإرهاب، إذ إن من المعلوم أن دين الإسلام وما سبقه من أديان كلها تحافظ على الدين والنفس وعلى المال وعلى النسل وعلى العرض والإرهاب المعاصر يحطّم هذه الثوابت إن جهلاً أو عمداً وينشر الرعب والخوف جزافاً ظلماً وعدواناً، ومعلوم أن الحياة لا تستقيم دون أمن ودون استقرار ومعلوم أن باب الدعوة مفتوح بشروط وقواعد معلومة {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} وباب النصيحة مفتوح والنصح مشروع بقواعده وأسلوبه الشرعي لله ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم».
أما الإرهاب المعاصر في واقعه فلم يتقيد بقيود شريعة الإسلام في الدعوة ولا في النصيحة وارتكب ما ارتكبه من فظائع وحشية فوضوية بعيدة كل البعد عن المعقول والمنقول وقد ألحق الإرهاب الضرر البليغ بسمعة الإسلام وسمعة المسلمين ودمَّر الأوطان وشرَّد السكان وأصبح الإرهاب ومرتكبوه عبئاً ثقيلاً على الإسلام وعلى المسلمين ظاهراً وباطناً وعلى هذا فإن قيام التحالف الإسلامي العسكري ضد الإرهاب ضرورة ملحة يجب أن يدعم بالقول والعمل حماية لثوابت الدين وحماية لدنيا المسلمين ورداً لكيد الأعداء المتربصين الذين يوقدون نيران الفتن في بلاد المسلمين بخاصة وفي بلاد العالم بعامة لينعموا بما سيخسره العالم من أمن واستقرار وليتمكن المحتلون من جني ثمار احتلالهم وتشريد العزَّل من أوطانهم.
إن اجتماع كلمة المسلمين تعني فيما تعنيه عزتهم وكرامتهم وتعني هيبتهم وقوتهم في مواجهة الإرهاب أياً كان شكله وأياً كان مصدره وأياً كان مكانه وأياً كان زمانه «مثل المسلمين في توادهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر» وفاءً بالعهود وطاعة وانقياداً لولاة أمرهم وسعياً فيما يصلح شأنهم ويحمي حماهم شرعاً وعقلاً.
وختاماً نقول لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود: طبت وطاب مسعاك.