فهد الحوشاني
أتابع في تويتر ما يكتبه بعض العلماء والمشائخ من تغريدات ولديهم في هذا المجال نشاط وحضور جيد، فبعضهم لديه ظهور اعلامي مكثف ومتواصل مع وسائل التواصل الاجتماعي حتى في سناب شاب له حضور ومتابعين،
لكن تويتر يبقى هو الأكثر حضوراً وتأثيراً لهذا يحرصون على المشاركة في هذا المنبر المهم، لكن بماذا يغردون؟ خاصة وأن بعضهم له اتباع بالملايين!! فمن خلال متابعة لبعض ما يغرد به مشائخنا الأفاضل وجدت أنها في الغالب لا تتعدى التغريد بآية أو حديث أوقول مأثور يعرفه القاصي والداني!! إنهم مذكرين ناقلين في أغلب تغريداتهم.. ينافسون العامة في تبادل ونشر المعلوم من الدين! ويتساوون مع الكثيرين في التغريد بالآيات والأحاديث والأقوال المأثورة والحكم!!! لكن باعتقادي أنهم بهذه الصفة يتخلون عن مسؤولية دينية ووطنية دون قصد منهم.. فالتغريد بأذكار الصباح أو آداب الجمعة وغيرها الكل يستطيعه، والسيد (قوقل) يعطيك ما تريد وزيادة من كل شيء! لكن أولئك العلماء ينتظر منهم آراء في الأحداث والقضايا الراهنة وليس الجنوح إلى السهل والمتعارف والمتفق عليه!
فوطننا يمر بتحديات داخلية وخارجية.. في الداخل يحرض الداعشيون الضالون حتى على قتل أقرب الناس لهم تقرباً (للبغدادي) وغيره من أشخاص ظهروا فجأة على السطح كقادة وزعماء دينيين وسياسيين، وهم بلا تاريخ ديني ولم يكلف أحد الداعشيين نفسه بالبحث مثلاً عن تاريخ زعيمهم الذي ظهر على السطح فجأة، فليس له قبل هذا الظهور المفاجئ أي سيرة علمية دينية تذكر ولم يدرس على يد أحد من المشائخ مما يؤكد أنه صناعة لمخابرات معادية للإسلام وللعرب. وخارجياً يرابط جيشنا على الحدود اليمنية لدحر المعتدي الحوثي الذي كان يصرح أن هدفه مكة أو هو يريد أن يحقق هذا الهدف لأسياده! ويساعد جيشنا مع قوات التحالف المقاومة في الداخل اليمني لاستعادة الشرعية من الانقلابيين! هذه التحديات لو واجهت دولاً أخرى! لكان حالها غير حالنا، ونحن الآن بحمد الله نرفل بالرخاء والاستقرار! هذه على سبيل المثال من تحديات المرحلة والتي تشمل ما يمر بها المجتمع من تغيرات ومشكلات أسرية من طلاق وتعاطي ونفور بعض الشباب من بعض الأعمال وغيرها من قضايانا الاجتماعية والتي لا نرى لاولئك المشائخ دوراً بارزاً فيها! أضف إلى ذلك المشكلات الاجتماعية التي تواجه الشباب مثل البطالة والكسل في طلب العلم وهدر الوقت فيما لا يفيد وغيرها.
إن التغريد بالآيات والأحاديث أمر لا غبار عليه وهو أمر حسن ومطلوب! ولكن لا يجب أن يقتصروا على ذلك، فهناك أدوار يفترض على الداعية أن يقوم بها تفرضها عليه مسؤوليته الدينية والاجتماعية! وهو إذا حسر دوره في هذا الأمر سيفسح المجال بلا شك لدعاة الفكر الضال ليكونوا وحدهم في الساحة والذين يعرفون بماذا يغردون للشباب! لهذا فإنني لا أرى الاكتفاء بإطلاق التغريدات بالآيات والأحاديث والحكم فمنسوبي تويتر والواتس اب حتى من غير المتدينين يقومون بحمد الله بهذا الدور وزيادة!