سعد بن عبدالقادر القويعي
على المستوى الإقليمي، تعتبر إيران البوابة الرئيسة لتهريب المخدرات إلى المنطقة العربية، والإسلامية. وبعيدا عن السياسة التي تحكمها أجندة مخابراتها، والمرتبطة - بشكل أو بآخر - حسب برامجهم العقائدية،
... وأيديولوجياتهم، ورؤيتهم على المدى البعيد، فإنها مستفيدة من داء المخدرات - بكل أنواعها -؛ لتنفيذ أغراضهم، ومآربهم. - ورغم خطورة ما تقدم - فإن مشكلة المخدرات تعدت انعكاساتها السلبية؛ لتمثل مع الارهاب أهم التحديات التي تواجه المجتمع الدولي، - خصوصا - بعد أن أصبح الإدمان، وما يرتبط به من مشكلات أمنية، وصحية، واجتماعية، يمثل ظاهرة وبائية تجتاح معظم دول العالم.
إن تصاعد الإنتاج الإيراني من المخدرات، والذي وصل إلى معدلات قياسية غير مسبوقة، ينذر بكارثة كبيرة؛ لأنه يبرهن على أن هناك طلباً على تجارة غير مشروعة، تتدخل في جميع الأعمال غير المشروعة، كتجارة السلاح، وتوزيع الممنوعات، والجرائم الدولية، وهو ما يؤكده - الخبير الاقتصادي - فضل البوعينين، بأن: «العصابات المنظمة، ومن خلفها حزب الله، والحرس الثوري، مسؤولة عن إغراق السعودية بالمخدرات، - خاصة - أننا نتحدث عن كميات مهولة من المخدرات، تمر - من خلال - قنوات، يفترض أن تكون مؤمّنة، وغير مهملة لعصابات التهريب؛ وهذا يؤكد أن كميات المخدرات الداخلة إلى السعودية، ربما حصلت على دعم استخباراتي «، ويضيف: «إن السوق السعودية مستهدفة بالمخدرات لسببين رئيسيين، وهما: الملاءة المالية التي يمكن أن تمول مشتريات هذه المخدرات في الداخل. والثاني، والأكثر خطورة هو أن المملكة مستهدفة لخلخلة أمنها من الداخل، - من خلال - ضرب المجتمع بالمخدرات، التي تُهرّب إليها من مواقع محددة، وأن هذه الشحنات، ومعظم من يقوم بإدارة هذه الشبكات هو إيران، وحزب الله، واللذان يستخدمان الدول العربية كمواقع مرور لهذه المخدرات إلى السوق السعودي، كجنوب لبنان، وسوريا».
إن السياسة المنهجية الإيرانية المتعمدة؛ لإغراق المجتمعات بالرذيلة، والإدمان؛ ولتسهيل السيطرة عليه، تكشفه - أيضا - برقيات دبلوماسية أمريكية سربها موقع ويكيليكس، بأن إيران تعتبر من أكبر مهربي المخدرات في العالم، وأن مسؤولين في الحرس الثوري متورطون في هذا التهريب. بل لا زلت أتذكر تصريحاً لمدير إدارة مكافحة المخدرات بمملكة البحرين - الرائد - مبارك المري، يتهم فيه إيران بالوقوف خلف معظم عمليات تهريب المخدرات لدول الخليج، - خاصة - إلى البحرين، والسعودية، وقطر.
وإلى أن نجد وسيلة نمنع بها دخول هذا السلاح الفتاك، والموجّه إلينا، فإن مجموع الجرائم التي لا تنسى بحق الإنسانية كثيرة، ومتغيرة الأشكال.
والمتتبع للأحداث، والوقائع التاريخية، يجد أن استفحال هذه الآفة، - دائماً - ما يُصاحب اندلاع الحروب، والصراعات. وإذا تركنا الحقائق تتحدث عن حجم هذا النشاط على الصعيد الدولي، فسيتأكد بكيفية وضع خطة استراتيجية، تعكس رؤى اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات في المملكة، وكيفية الدفع بجهودها المشكورة قدماً بالتعاون العملياتي، في ما يتعلق بكيفية تأثيره في مكافحة ما يسمى بـ»انتشار ثقافة المخدرات».
ومع كلامٍ لا يخلو من المرارة، يؤكد ما سبق الأمين العام للجنة الوطنية لمكافحة المخدرات، ورئيس مجلس إدارة المشروع الوطني للوقاية من المخدرات «نبراس» - الأستاذ - عبدالإله الشريف، بأن: « المملكة مستهدفة من أطراف تحاول إغراق شباب، ومستقبل الوطن في مستنقع المخدرات».