خالد بن حمد المالك
أجل، لقد واصل اقتصادنا نموه، ولم يتأثر كثيراً من التقلبات الاقتصادية الدولية، أو يستسلم لانخفاض أسعار البترول، وإنما بقي متعافياً وقادراً على تنفيذ برامجه التنموية، مع المحافظة على مستويات الدين العام التي لا تزال منخفضة مقارنة بالمعدلات العالمية، كما أشار الملك سلمان إلى ذلك في كلمته التي افتتح بها أعمال السنة الرابعة من الدورة السادسة لمجلس الشورى أمس الأول.
***
ومن المهم أن يكون واضحاً لنا أن مسيرة النماء مستمرة، وعلى وتيرة راسخة، وأن مقومات استمرارها تعتمد بشكل كبير على التعاون بين القيادة والشعب؛ لأن مثل هذا التعاون يعالج المعوقات، ويسهم في الارتقاء بوطننا الغالي، وبمستوى الخدمة المقدمة للمواطنين، كما نوه إلى ذلك خادم الحرمين الشريفين في كلمته.
***
وإذا كان ارتفاع أسعار النفط في السنوات الماضية قد أسهم في تدفق إيرادات مالية كبيرة، فقد تم استثمار هذه الموارد المالية بتنفيذ الكثير من المشروعات الضخمة، إضافة إلى تعزيز الاحتياطي العام للدولة، غير أن المرحلة الحالية مع انخفاض أسعار البترول تطلبت التدخل برؤية واضحة ومدروسة لإصلاح الاقتصاد، ورفع كفاءة الإنفاق الحكومي، والاستفادة من الموارد الاقتصادية، وزيادة عوائد الاستثمارات الحكومية، وقد وجه الملك سلمان مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية بوضع الخطط والسياسات والبرامج اللازمة لذلك.
***
هناك مضامين أخرى كثيرة ومهمة تحدث عنها الملك، من بينها أن خطة التنمية العاشرة التي بدأت هذا العام سوف تعتمد على قاعدة اقتصادية تنموية راسخة تواكب التطلعات، وتركز على رفع دعائم التنمية الاقتصادية الشاملة، وتنمية القوى البشرية، ورفع معدلات توظيفها، وزيادة الإنفاق على البنية التحتية، وهو ما أشار إليه الملك سلمان أيضاً في كلمته بمجلس الشورى.
***
ولم تكن السوق التجارية السعودية غائبة في خطاب الملك، فقد أكد حرصه على تحسين هذه السوق، بل وتكوين بنية جاذبة للعمل والاستثمارات للشركات الوطنية والأجنبية، وتبسيط الإجراءات، وتسهيل الاستثمار، وزاد على ذلك بأنه وجه بفتح نشاط تجارة التجزئة والجملة للشركات الأجنبية، سعياً لتنويع السلع والخدمات التي تقدم للمواطنين بأفضل المستويات.
***
تحدث خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان عن القطاع الصحي، والتعليم، والإسكان، وقطاع العمل والموارد البشرية، وتوليد الوظائف، والنقل، وقال عنها كلاماً جميلاً، مما فتح أملاً كبيراً على تحسين النوعية في هذه الخدمات، والتوسع فيها، ومعالجة ما قد يكون قد أصاب بعضها من ضعف، أو كانت جميعها في حاجة إلى مزيد من الإصلاح والتطوير في عهد سلمان.
***
ولم يشأ الملك أن ينهي خطابه دون أن يتحدث عن الإرهاب، باعتباره التحدي الأكبر والأخطر، وأن من المهم مقاومته، مثمناً جهود أجهزة الدولة الأمنية الباسلة في تصديها للإرهابيين بكل حزم وقوة، مذكراً بأهمية الوحدة الوطنية، ونبذ كل أسباب الانقسام، وشق الصف، والمساس باللحمة الوطنية.
***
الملك سلمان ثمَّن دور المواطن، ورأى أنه كان ولايزال مستشعراً لمسؤوليته في التصدي للإرهاب، باعتباره -يقول الملك- رجل الأمن الأول، وعضداً لقيادته وحكومته في دحر الحاقدين والطامعين، وأنه لن يسمح لكائن من كان أن يعبث بأمننا واستقرارنا.
***
حفظك الله يا سلمان، حازماً وحكيماً ومعلماً، وذخراً للوطن، وعلى خطاك وبعملك سيبقى الوطن عصياً على أعدائه، قوياً بلحمته الوطنية، متصدياً لدعوات الحاقدين بالقوة والحزم والعزم التي تعلمها وشربها مواطنوك.