فهد الصالح
في أكثر من مقال كتبت عن اتحاد التربية البدنية والرياضة للجميع، وأنه لو أحسن تفعيله فإنه سيمثل المسؤولية الاجتماعية لرعاية الشباب بأبهى صورها, فهو يمثل الاتحادات ويخدم فئات المجتمع، وقد اطلعت على رسالته وأهدافه وتشرفت باستقبال اتصال من رئيسه ونائبه وسكرتيره، وذكروا أن الخطط الإستراتيجية والقصيرة لتفعيل الاتحاد قد أنجزت ولكن لا نعلم ما الذي يعيق انطلاقته وتواجده المجتمعي، فالجميع لا يظن أن إدارة الاتحاد قد اكتفت بفعاليات قليلة وبندوات وبرامج تعقد على استحياء ولا تشرك الإعلام الرياضي في الدعوة لها والإعلان عنها وتسليط الضوء عليها، ولا نظن أن الاتحاد لا يستطيع الانطلاق والتفكير خارج الصندوق في تفعيل تواجده خاصة وإدارته ناجحة في القطاع الخاص.
إن ثمة ورشة عمل عقدها الاتحاد قبل أكثر من عامين لتنشيط رياضة كبار السن والاهتمام بهم وقدم لذلك أوراق عمل علمية وعملية لا نعرف أين انتهى بها المقام وتشرفت بتقديم ورقة عمل ضمن ذلك اختصرتها ببعض المقترحات ووزعت أو تليت أثناء ورشة العمل وتوقعت أنه سيفعل شيئاً منها ولكنها الطبيعة التي تنتهي إليها كل الأطروحات مع كل الاتحادات وكان غير منسوبي الاتحاد لا يمكنهم أن يقدموا رؤية أو فكرة في تطبيقها قيمة مضافة للاتحاد وهي:-
/ عدم وجود أماكن خاصة لكبار السن من أجل ممارسة النشاط البدني والرياضة تشجع على النشاط البدني واستثمار وقت الفراغ بممارسة نشاط بدني يعود بأهداف بدنية وصحية ونفسية واجتماعية تثري حياتهم. وهذا يتطلب التوأمة الحقيقية بين رعاية الشباب والشؤون الاجتماعية ووضع إستراتيجية قصيرة وطويلة الأجل من أجل خلق بيئة مناسبة لكبار السن لمزاولة النشاط البدني.
/ توقيع اتفاقية مجتمعية بين الاتحاد السعودي للتربية البدنية والرياضة للجميع ومركز الأمير سلمان الاجتماعي من أجل طرح برنامج دائم لممارسة النشاط البدني لكبار السن بأسلوب ومنهجية علمية ووفق توصيات الجمعيات والهيئات المختصة تناسب قدراتهم البدنية والفسيولوجية.
/ توقيع اتفاقية مع الإدارة العامة للخدمات الاجتماعية بأمانة مدينة الرياض لطرح نشاطات بدنية لكبار السن تعتمد بشكل دائم مع برنامج الفعاليات السنوية الذي يقره سمو أمير المنطقة مطلع كل عام وتتكفل الأمانة بكل ما يحتاجه البرنامج الرياضي أو الترفيهي الذي يتم التوصل إليه.
/ توقيع اتفاقية مع أمانة منطقة الرياض للاستفادة من مشروع أنسنة الرياضة بأكثر من 100 ساحة رياضية وترفيهية في داخل الأحياء وتشغيله بمهرجانات تتضمن فعاليات بدنية ورياضية مشوقة وجاذبة ومتنوعة ومناسبة لكبار السن وتجمعهم بكافة الفئات العمرية وبالمثل الأمانات الأخرى بالمملكة.
/ توقيع اتفاقية تعاون مع وزارة التربية والتعليم للاستفادة من معلمي التربية البدنية ومشرفيها في تنمية مراكز الأحياء واستثمار الساحات الرياضية المنتشرة في المدن الرئيسة وخلق جو تربوي ورياضي وثقافي داخل الأحياء، وسيحقق ذلك اطمئناناً أسرياً بمنهجية العمل والحس التربوي الذي يصاحب تلك الفعاليات، وقد يخلق من ذلك إجراء مسابقات بين الأحياء على مختلف الأعمار.
/ عقد اتفاقية مع الجمعية الوطنية للمتقاعدين وفروعها المنتشرة في المملكة للمشاركة في الفعاليات التي ينظمها الاتحاد والتواصل مع منسوبيها المتقاعدين للانضمام إلى تلك البرامج والأنشطة البدنية.
/ إطلاق جائزة تشجيعية بضوابط ومعايير خاصة بالأنشطة البدنية التي تناسب كبار السن من أجل بث روح النشاط فيهم وجذبهم للمشاركة في تلك الفعاليات وتغطيتها إعلامياً.
/ تفعيل مكاتب رعاية الشباب وبيوت الشباب والمدن الرياضية الموجودة في المناطق والمحافظات وجعل الحراك الرياضي بكل أطرافه مهتماً بالنشاط البدني لكبار السن.
/ طرح فكرة الحصول على خصومات أو جوائز أو اشتراكات مجانية من الأندية الخاصة وتمنح لكبار السن الفاعلين وأصحاب النشاط والهمة المعنوية العالية وكذلك المتطوعين في تنفيذ برامج الاتحاد.
/ التركيز الإعلامي الدائم على أنشطة الاتحاد كي تبرز صورته في المجتمع وتصبح برامجه جاذبة وأخباره متابعه لأنه من أشد الاتحادات غياباً عن الوسط الاجتماعي بسبب غيابه الإعلامي.
/ تبني إقامة مسابقات رياضية بين الدوائر الحكومية في كل منطقة واختتامها بالتصفيات النهائية ويتم تحديد ذلك بطرح استبانة عامل لمعرفة الآراء وتحديد وحصر الرغبات والاحتياج.
/ الاستفادة من أماكن التجمعات وتنفيذ بعض الأنشطة المعززة للصحة وقياس مستويات اللياقة البدنية المرتبطة بالصحة فيها مثل ممرات المشاة التي انتشرت في أجزاء متفرقة من الرياض وكذلك في المدن الكبرى.
ختاماً،, إن الحديث سيتكرر عن هذا الاتحاد ليس لأننا نراه مقصراً ولكن لنلفت الانتباه له وضرورة الاهتمام به من قبل رعاية الشباب ووجوب أن تكون الميزانية المخصصة له أعلى ميزانية في الاتحادات لأنه يخدم المجتمع كله وبكل فئاته وأجناسه، مع ضرورة إشراك القطاع الخاص في رعايته لأنه ترجمة حقيقية لثقافة المسؤولية الاجتماعية التي تنشدها قطاعات الأعمال وتسعى لتشيكل بصمتها في خدمة المجتمع عن طريق برامج وفعاليات تخدم المجتمع بصورة مباشرة.