علي عبدالله المفضي
قد يتبادر إلى الذهن أن من يصنعون الضحك ويؤلفون كتب ومسرحيات الكوميديا من أسعد خلق الله، ولكن ذلك ليس صحيحاً على إطلاقه، إذ إن كثيراً منهم ربما تخلو حياتهم مما يبعث السعادة وقد يكون سبب ما يقومون به من بث الضحك بين الناس نوع من البكاء المبطن بالضحك كالقسوة الظاهرة في سلوك البعض، حيث يعانون من الضعف والانكسار المؤلم الذي يخافون أن يطلع عليه الغير إذا القسوة هنا ليست انعكاساً للجبروت بقدر تعبيرها عن الضعف المؤذي الذي قد يدعو إلى امتهان صاحبه.
وللضحك في عالم الأدب نثراً وشعراً سجل حافل مليء بالمتعة والألم معاً؛ وكثير من الشعراء وصل بهم الضحك أو الإضحاك إلى التهكم حتى بأنفسهم فضلاً عمن حولهم من الأبناء والأزواج والأصدقاء والمعارف.. وكتب الفكاهة مليئة بالشعر المضحك ولأن هذا الجانب من الأدب جزء لا يمكن إغفاله، فقد رأينا في مدارات أن نخصص زاوية نطرح من خلالها نماذج رائعة من الشعر الهزلي الذي قد يحمل إلى جانب ما يحويه من المتعة شيئاً من العبرة والعظة والفائدة.
وقفة:
للأمير سعود بن بندر -رحمه الله-:
هذا هو المضحك المبكي
سبحانه مغيّر الأحوال
اللي من أول عليّ يشكي
اليوم أنا أشكي عليه الحال