عمر إبراهيم الرشيد
كنت أعبر إحدى البلدات القريبة من العاصمة التي اعتاد عبورها في هذا الوقت من السنة قصد شعابها ومنطقتها البرية الوادعة، وفي كل مرة اخترقها أجول بنظري يمنة ويسرة كما يسمح لي الطريق مادمت في تلك البلدة الهادئة بعيدًا عن صخب العاصمة وإيقاعها المنهك. وعلى أنها تشهد تطويرًا متوازنًا في محاولة للحفاظ على بيئتها الريفية وهدوئها وهذا قلما تشهده بلدات في حجمها على امتداد المملكة، إِذ إن التنمية
في كثير من البلدات والمدن الصغيرة قبل الكبيرة لا يراعى مع الأسف فيها مسألة التوازن بين التنمية والبيئة، أقول على الرغم من تميز هذه البلدة بهذا التوازن، إلا أن ما يشد نظري في كل مرة أعبرها منظر مكتبتها العامة. تقع مكتبة العيينة العامة في وسط البلدة وفي شارعها الرئيس الوحيد في مبنى جيد من حيث المساحة والبناء مقارنة بهوية البلدة العمرانية إضافة إلى فناء داخل سور المكتبة المكشوف. إلا أني في كل مرة أمر بمبنى المكتبة أجدها مغلقة ومن هيئتها والغبار الذي يظهر على المبنى وفي الفناء يتضح أنها مهجورة مع شديد الأسف. قلت أن بلدة صغيرة كالعيينة من الجميل والحضاري أن تحوز على مكتبة عامة، وإن كانت القراءة لا تحوز على اهتمام قطاع عريض من المجتمع وبالأخص في شكلها الأصيل أي في الكتاب الورقي وهذا واقع لا بد من الاعتراف به، إلا أنه يمكن أن تكون المكتبات العامة مركزًا لمختلف الفعاليات والأنشطة والبرامج الثقافية والاجتماعية والفنية والإنترنت وبرامجه التفاعلية، كما هو في دول غربية وشرقية، فهم يدركون أن قصر نشاط المكتبة العامة على الكتاب فقط لن يجعلها مكانًا جاذبًا لأن هذه مثالية وبعد عن الواقعية وقتل لمرفق حضاري وإنساني كالمكتبة العامة. السؤال الذي يتبادر إلى الذهن، ألا يمكن نفض الغبار عن مقر إنساني وحضاري كهذا، بعقد دورات تثقيفية ومعرفية واجتماعية؟. ألا يمكن إحياء فناء المكتبة الواسع ذاك بتقديم ورش في الرسم والفن التشكيلي لصقل الذائقة الفنية وتخفيف التصحر الاجتماعي الذي نشكو منه؟، يمكن أن تكون هذه المكتبة العامة ناديًا اجتماعيًا يعيد الشعور إلى الأهالي بإِنسانيتهم وارتباطهم بمحيطهم.
من أقدم مكتبات العالم مكتبة تشاتهام في مانشستر بإنجلترا التي تأسست عام 1653 م من أجل نشر المعرفة هناك، أنشأها تاجر أقمشة ثري إلى جانب مستشفى ومدرسة لتعليم الأطفال الأيتام.
ما زالت المكتبة تفتح أبوابها إلى اليوم!، مع توسيع نشاطها بلا شك لتكون مقرًا لتعليم الموسيقى وهذا ما قصدته آنفًا إِذ إنه لا يلزم بالضرورة أن تكون المكتبات على صورتها النمطية القديمة فهذا يجعل السواد الأعظم من الناس لا يهتم بارتيادها إن لم نقل يهجرها.
أعشق وداعة القرى والبلدات والمدن الصغيرة حين تكون مرتبة نظيفة بخدماتها الأساسية قدر المستطاع، ومما لفت نظري كما قلت في هذه البلدة الوادعة تلك المكتبة المهجورة بما تعنيه هذه الصورة وما تستدعيه من معانٍ ودلالات عديدة. إن الدول تفخر بمكتباتها العامة التي يمتد تاريخ بعضها خاصة في أوروبا كما اشرت لعدة قرون ولا تزال تفتح أبوابها للجمهور وبنشاط متنوع لا يقتصر على القراءة. وعندما أشرت إلى (العيينة) بعراقتها وتاريخها فإن الأمر ينطبق على غيرها من مدن وبلدات المملكة إن كان لها نفس الحال. المكتبات العامة والكتاب والقراءة وما يتصل بها أساس من أسس التنمية الفكرية والثقافية لأي أمة تنشد اللحاق بصف الأمم المتحضرة، طابت أوقاتكم.
في كثير من البلدات والمدن الصغيرة قبل الكبيرة لا يراعى مع الأسف فيها مسألة التوازن بين التنمية والبيئة، أقول على الرغم من تميز هذه البلدة بهذا التوازن، إلا أن ما يشد نظري في كل مرة أعبرها منظر مكتبتها العامة. تقع مكتبة العيينة العامة في وسط البلدة وفي شارعها الرئيس الوحيد في مبنى جيد من حيث المساحة والبناء مقارنة بهوية البلدة العمرانية إضافة إلى فناء داخل سور المكتبة المكشوف. إلا أني في كل مرة أمر بمبنى المكتبة أجدها مغلقة ومن هيئتها والغبار الذي يظهر على المبنى وفي الفناء يتضح أنها مهجورة مع شديد الأسف. قلت أن بلدة صغيرة كالعيينة من الجميل والحضاري أن تحوز على مكتبة عامة، وإن كانت القراءة لا تحوز على اهتمام قطاع عريض من المجتمع وبالأخص في شكلها الأصيل أي في الكتاب الورقي وهذا واقع لا بد من الاعتراف به، إلا أنه يمكن أن تكون المكتبات العامة مركزًا لمختلف الفعاليات والأنشطة والبرامج الثقافية والاجتماعية والفنية والإنترنت وبرامجه التفاعلية، كما هو في دول غربية وشرقية، فهم يدركون أن قصر نشاط المكتبة العامة على الكتاب فقط لن يجعلها مكانًا جاذبًا لأن هذه مثالية وبعد عن الواقعية وقتل لمرفق حضاري وإنساني كالمكتبة العامة. السؤال الذي يتبادر إلى الذهن، ألا يمكن نفض الغبار عن مقر إنساني وحضاري كهذا، بعقد دورات تثقيفية ومعرفية واجتماعية؟. ألا يمكن إحياء فناء المكتبة الواسع ذاك بتقديم ورش في الرسم والفن التشكيلي لصقل الذائقة الفنية وتخفيف التصحر الاجتماعي الذي نشكو منه؟، يمكن أن تكون هذه المكتبة العامة ناديًا اجتماعيًا يعيد الشعور إلى الأهالي بإِنسانيتهم وارتباطهم بمحيطهم.
من أقدم مكتبات العالم مكتبة تشاتهام في مانشستر بإنجلترا التي تأسست عام 1653 م من أجل نشر المعرفة هناك، أنشأها تاجر أقمشة ثري إلى جانب مستشفى ومدرسة لتعليم الأطفال الأيتام.
ما زالت المكتبة تفتح أبوابها إلى اليوم!، مع توسيع نشاطها بلا شك لتكون مقرًا لتعليم الموسيقى وهذا ما قصدته آنفًا إِذ إنه لا يلزم بالضرورة أن تكون المكتبات على صورتها النمطية القديمة فهذا يجعل السواد الأعظم من الناس لا يهتم بارتيادها إن لم نقل يهجرها.
أعشق وداعة القرى والبلدات والمدن الصغيرة حين تكون مرتبة نظيفة بخدماتها الأساسية قدر المستطاع، ومما لفت نظري كما قلت في هذه البلدة الوادعة تلك المكتبة المهجورة بما تعنيه هذه الصورة وما تستدعيه من معانٍ ودلالات عديدة. إن الدول تفخر بمكتباتها العامة التي يمتد تاريخ بعضها خاصة في أوروبا كما اشرت لعدة قرون ولا تزال تفتح أبوابها للجمهور وبنشاط متنوع لا يقتصر على القراءة. وعندما أشرت إلى (العيينة) بعراقتها وتاريخها فإن الأمر ينطبق على غيرها من مدن وبلدات المملكة إن كان لها نفس الحال. المكتبات العامة والكتاب والقراءة وما يتصل بها أساس من أسس التنمية الفكرية والثقافية لأي أمة تنشد اللحاق بصف الأمم المتحضرة، طابت أوقاتكم.