سعد الدوسري
لأننا «حبّوبين»، يستغلنا الآخرون بشكل فج. وهذا الاستغلال قد يشعرنا بالإحراج، لكننا نتغاضى عن الأمر لكي يمر الموضوع بسلام، خوفاً من أن يؤثر التصعيد على سمعة بلادنا في الخارج، وكأن هذه السمعة ستتدمر، حين نطالب بحقوقنا في الفندق أو المطعم أو المعرض أو المؤتمر. والغريب أن كل السعوديين يمارسون هذه «الحبوبية» خارج المملكة، وبعد عودتهم، يتحولون إلى أسود كاسرة، لا يجرؤ أحد على الاقتراب منها.
الزميل فهد العجلان، نائب رئيس التحرير، طرح الأسبوع الماضي ممارسةً احترافية. فأثناء حفل تكريم الاتحاد العربي للمنتجين (ومقره القاهرة) للجريدة، اكتشفَ أن الموضوع ليس تكريماً ولا يحزنون، ولكنه استغلال لاسم السعودية، بهدف الربح المادي. وكانت المؤشرات لديه كثيرة، وقد ألمح لها في برنامج «يا هلا»، مع الزميل علي العلياني، أقلّها أن منظمي الحفل كانوا يتعاملون مع الضيوف بطريقة غير مهنية وغير مهذبة. ولأنه يمثل كياناً سعودياً، كما ذكر في البرنامج، وجدَ نفسَه أمام خيار وحيد، هو الانسحاب ورفض التكريم. ولم تمر أيام، حتى تم تصعيد القضية، وقام إبراهيم أبو ذكري، رئيس الاتحاد بالاعتذار العلني والرسمي لما حدث.
أظن أن كل من سيقرأ تفاصيل القصة، سيعرف أنه بالإمكان التمسك بالحقوق، دون التعدي على حقوق الآخرين. وأن من يخطئ، يجب أن يدفع ثمن أخطائه، إما بالاعتذار الرسمي والعلني، وإما بالتعويض، و»يا دار ما دخلك شر»!