عبدالعزيز بن سعود المتعب
جُبِلت النفوس الكريمة الأبيّة على الهمة في خير الدارين الدنيا والآخرة وهو ما يتماهى مع تَوجُّه مجتمعنا السعودي الفاضل الذي يستمد عاداته الكريمة من فطرة أبنائه الإسلامية السوية، ومن الأعراف المشرّفة المتوارثة من الآباء والأجداد، ومنها الهمّة في الطموح والإنتاجية على كل الصعد الإيجابية.. يقول البحتري مادحاً في هذا الشأن:
ولا يُؤخر شغل اليوم يذخره
إلى غدٍ إنَّ يَوم الأَعجزينَ غَدُ
ومن الرجولة الحقة تفعيل الهمّة في مواجهة كل ما يكتنف طريق صاحبها في الحياة ومنعطفاتها بما فيها سلبية التوقف عند خطوة الأماني وعدم تجاوزها إلى ما سواها.. يقول الشاعر راشد الخلاوي -رحمه الله- منذ مئات السنين:
فلا بالتمنّي تبلغ النفس حظَّها
ولا بالتأنِّي فاز بالصَّيد طالبه
ومنها قوله:
والحر ما ضاقت به الخد والفضا
فسيحٍ ولا فَخٍّ للاعدا يصاد به
وفي سياق المعنى وتحديداً حجم الطموح يقول الشاعر عبدالله بن صقيه التميمي -رحمه الله-:
الحر لا من شاف ما يكرهه شام
والبوم ما له نيَّةٍ عن هدامه
إلى أن قال:
احرص على الدسمة إلا صرت سوّام
والا الهلامه ما تفيدك هلامه
خلك على طرق الجزيلات جزّام
ما يكسب الهزلات من به شهامه
وكما ربط الشاعر ابن صقيه الهمّة بالشهامة والطموح فقد قَرَنها الشاعر غازي بن عون بعزة النفس وعلو شأنها الذي يتحدّى البحر الملتطم في تشبيه بليغ لمعوقات لا يعترف بها إلا ضعيف شخصية لا يواجه الحياة بنديَّةٍ تُعفيه من أيّ ملام لاحق:
لو العز بحرٍ لا التطم يغرق الغطّاس
رسا بي مزاجي في موانيه وأبحر بي
اجنّب يمين عن المناقيد والادناس
واخَلِّي طريقٍ للملام يتياسر بي
وقفة للشيخ/ راكان بن حثلين -رحمه الله-:
من دوّر العليا نجازيه بالرضا
ومن دوّر القصيا نلقّيه كودها