فهد بن جليد
أحد الأصدقاء ممن أنعم الله عليه ببناء وتشييد منزله (وهو على قيد الحياة)، أخذنا في جولة على (منزله الجديد) مُتباهياً بقدرته على بناء منزل العمر بعيداً عن (صداع) وزارة الإسكان، وهو ما يؤكِّد قدرة أي مواطن منا على بناء منزله متى ما كان جاداً ومستعداً لذلك، وقد اشترط الحصول على باقي (غسال فناجيلنا) كون معظمنا ما زال يعاني (أقساط الإيجار)!
أعجبتني فلسفة صاحبنا في بناء (منزل اقتصادي) بعيداً عن تلك المساحات الصامتة في معظم منازلنا، وتلك الفراغات التي لا حاجة لها، فلا مجالس خاصة بالرجال وأخرى بالنساء، ولا (مقلط مُشترك) للطعام كما تفرض الثقافة السعودية، بل استفاد من كل زاوية في المنزل مُلغياً (ثقافة الضيوف) التي تُسيطر على مساحات المنازل!
ما لفت انتباهي هو وجود (غرفتي نوم) مُنفصلتين، واحدة له، والأخرى لزوجته (أم عبدالله)!
هنا بدأ الشيطان يلعب في (عبي)، وتعوّذت من إبليس، وقلت له مُنذ متى (حصل الطلاق)؟ وكيف ستعيشان مع بعضكما وقد انفصلتما بعد هذا العمر الطويل؟ انتفض الرجل وصرخ في وجهي (فال الله ولا فالك) وكأنني سمعته مُتمتماً ولا أجزم بذلك وهو يقول لي (عوذه من الوجه البارد)!
اكتشفت لاحقاً أن الرجل مُتعوّد على هذه الطريقة في النوم في غرفة مُستقلة مُنذ بداية زواجه، سبرتُ أغوار هذه الظاهرة الغريبة، ووجدت أنه بالفعل هناك أزواج كُثر غيره يعتمدون هذه الثقافة في النوم، بل إن بعض الدراسات الغربية تؤكّد أن النوم في (سرير مُنفصل) يرتبط بكبر سن الزوجين، نتيجة الشخير المُزعج، أو الكلام أثناء النوم، وأنه لا يعني الانفصال بالضرورة، كما أن بعض (العائلات) ترى وجوب احترام خصوصية كل طرف واستقلاليته، باحترام رغبته في النوم وحده!
دراسات أخرى رافضة لهذا النوع من النوم المُنفصل تقول إن (البُعد الجسدي) بين الزوجين، له أثر سلبي على علاقتهما المستقبلية لتكوين أسرة مُستقرة، وأن قربهما يحل الكثير من المشاكل ويلغي الخلافات!
في المسلسلات المصرية القديمة كان الزوج الذي يقع بينه وبين زوجته خلاف، ينام في مكتبه داخل المنزل (حتى لو كانا يعيشان في شقه صغيرة)، وفي الصباح يخرج علينا وقد وجد حلاً لجميع مشاكله!
فهل تسلَّلت هذه الثقافة إلى بيوتنا، لحل مشكلة الإسكان؟!
وعلى دروب الخير نلتقي.