د. عبدالواحد الحميد
أرقام مخيفة يتم تداولها عن تعاطي المخدرات وانتشارها بين صفوف صغار السن من الشباب في المرحلة العمرية دون سن الثامنة عشرة، وهي جرس إنذار يحذرنا بأن مجتمعنا مهدد بالتآكل من الداخل ما لم ننجح في مواجهة هذا الخطر العظيم: داء المخدرات!!
يقول الأستاذ عبدالإله الشريف الأمين العام للجنة الوطنية لمكافحة المخدرات أن تعاطي المخدرات في المرحلة المدرسية بين عمر 12 إلى 18 سنة يمثل نسبة 71 بالمائة من متعاطي المخدرات، ويشكل التعاطي في الجامعات نسبة 5,8 بالمائة.
هذا يعني أن الطلبة في المرحلة الثانوية فما دون صاروا هدفاً لتجار المخدرات الذين يبحثون عن الأرباح والمال الحرام بأي وسيلة حتى لو كان الثمن هو مستقبل الوطن متمثلاً بالأجيال الجديدة الناشئة!
تجار المخدرات يعلمون أن الإيقاع بالشباب وهم في تلك السن المبكرة التي قد تفتقر إلى النضج والخبرة الحياتية ربما يكون أسهل من الإيقاع بهم حين يكبرون ويتمرسون في تجارب الحياة، وهم يعلمون أيضا أن من يتم الإيقاع به في تلك السن المبكرة ربما يبقى مُسْتَعْبَداً وخاضعاً لهم حتى بعد ان يغادر مقاعد الدراسة ويبدأ حياته العملية لأنه سيكون أضعف من أن يفلت من سطوة الإدمان والاعتماد المَرَضي على المخدرات.
هذا يدعونا إلى ضرورة التركيز على توعية الطلبة، ذكوراً وإناثاً، في تلك المراحل الدراسية لكي لا يسقطوا في شراك المروجين وتجار المخدرات. كما يجب حماية الطلبة من خلال إجراءات تتم داخل المدرسة للتأكد من عدم اندساس المروجين بينهم.
وتستطيع إدارة المدرسة، بطريقتها الخاصة ومن خلال التجربة المتراكمة لديها، مراقبة سلوك الطلبة لاكتشاف أي انحرافات دون أن تتصادم معهم في تلك السن الحرجة ودون أن تُشعِرهم بأنهم ليسوا محل ثقة إدارة المدرسة، فالواقع أن سوء الظن لا يتعلق بالطلاب بقدر ما يتعلق بمروجي وتجار المخدرات.
يجب أن يحظى هذا الأمر بأقصى درجات الاهتمام من وزارة التعليم ووزارة الداخلية ومن جميع اللجان والهيئات والجمعيات ذات العلاقة، فترويج المخدرات بين الطلاب هو أخبث وأخطر وسيلة لهدم المجتمع، كما أن أولياء الأمور وجميع فعاليات المجتمع المدني ومؤسساته مطالبون بالاهتمام بمكافحة نشر المخدرات بين المراهقين والشباب فهم أثمن من أن نتركهم فريسة لجشع مروجي وتجار المخدرات.