عثمان أبوبكر مالي
تحوَّل الدكتور خالد البابطين رئيس لجنة الانضباط (الجديد) إلى (مستشار) للنادي الأهلي وهو يطلب من إدارته رفع شكوى ضد مدافع نادي الاتحاد أحمد عسيري بعد ظهوره في مقطع فيديو (بالدم)؛ لتتمكن لجنته من معاقبته. وارتدى رئيس اللجنة عباءة (المحرّض) عندما قال في تصريح صحفي إن اللجنة يمكنها معاقبة أي لاعب في أي حادثة (لم تدخل في اختصاص لجان أخرى) مستشهداً بحادثة لاعب الاتحاد العسيري، وذاكراً إياه بالاسم، ومطالباً (إدارة النادي الأهلي بتقديم شكوى مكتوبة وموقَّعة). ولم تكذّب إدارة الأهلي الخبر؛ وقدمت بالفعل الشكوى ضد المقطع (المعيب) الذي ظهر به المدافع الاتحادي؛ لتتحرك إدارة الاتحاد هي الأخرى، وتقدم شكوى مماثلة ضد مدافع الأهلي محمد أمان على مقطع (العنصرية المقيتة) ولفظة (الخدم) الموجهة ضد الاتحاديين، الذي ظهر فيه بعد مباراة الديربي السابقة بين الفريقين في الثاني والعشرين من شهر نوفمبر الماضي. فماذا سيفعل الرئيس وقد أصبح (بناء على تحريضه) على مكتبه شكويان من الناديين في الطلب والمضمون نفسيهما، خاصة أن مقطع (العنصرية) - بالتأكيد - أشد وأنكى؟! حتماً سننتظر، لكنني أشعر بأنه وضع نفسه ولجنته في مأزق.
والملاحظ أن رئيس لجنة الانضباط الجديد (يناقض) بتحريضه الأخير نفسه بنفسه، ومبكراً؛ فهو الذي قال إن هدفه (إعادة اللجنة إلى مكانها الطبيعي بوصفها هيئة مستقلة، تاركة دور الادعاء للاتحاد وأصحاب الشأن). ولا أعلم (طلبه) من إدارة الأهلي تقديم الشكوى تحت أي بند يسجَّل؟
أيضاً، هو القائل إن (لجنة الانضباط هيئة قضائية، ومتى مارست دور المدعي فقدت قيمتها، وأهدرت حقوق الخصوم وضمانات النزاهة والحياد). وهل يستقيم هذا القول مع طلبه مباشرة من إدارة ناد تقديم شكوى مكتوبة وموقَّعة؛ حتى يقوم بمعاقبة لاعب من ناد منافس له؟
وأختم بما بدأتُ به بأن سعادة الرئيس جعل من نفسه (مستشاراً) للنادي الأهلي، وذلك باعترافه شخصياً؛ فهو يقول (لا يسوغ لرئيس لجنة الانضباط أن يبدي رأيه في واقعة من المحتمل أن تُطرح أمامه في اللجنة، وإن فعل فإنما يجعل من نفسه [مستشاراً] لأحد أطراف الخصومة)!!
كلام مشفر
· من المؤكد أن اللجنة لن تستطيع إيقاف اللاعب أحمد عسيري قبل مباراة الديربي غداً، حتى إذا كانت تريد أن لا تمر الواقعة (مرور الكرام)، وذلك على حسب إقرار رئيسها؛ فهو يقول إنه (لا يجوز للجنته اتخاذ القرارات دون تمكين المعنيين بالقرار من حق الدفاع عن أنفسهم).
· واللجنة ملزمة أيضاً بالنظر في شكوى إدارة الاتحاد ضد محمد أمان لاعب الأهلي، حتى وإن كانت قديمة، وبدرجة نظرها نفسها لشكوى لاعب الاتحاد الأحدث، وذلك بإقرار الرئيس المستشار.
· يقول سعادته: (لا تنظر لجنة الانضباط في المخالفات التي تقع داخل الملعب بعد مضي شهرين على وقوعها). وشكوى إدارة الاتحاد ضد محمد أمان، حتى وإن تأخرت، جاءت بعد نصف المدة التي حددها الرئيس. (شوف شغلك يا سعادة المستشار).
· على مدار الأسبوع الماضي استضافت رعاية الشباب الملتقى الإعلامي الخليجي - الأردني الثالث، الذي أُقيم في جدة، وقُدمت فيه ورقات وورش عمل وندوات ومحاضرات مختلفة مع زيارات ميدانية متعددة.
· وكانت لي مشاركة بورشة عمل عن الإعلام الشبابي، أوردت فيها (أهمية وميزة أجهزة ووسائل التواصل الاجتماعي، وانتشارها ونموها المستمر والمخيف، وخطورتها الكبيرة لسهولة استخدامها، ولفقدانها الرقابة المنظمة).
· واليوم تضفي لجنة الانضباط أهمية إضافية لها وهي تشرع وتقول (للمشجع الحق في بيع الدليل على الخصوم، كأن يقتنص تسجيل فيديو، يثبت المخالفة تمهيداً لبيعه على المدعي أو المشتكي وكل من له مصلحة في ثبوتها)!
· ملتقى الإعلام الخليجي الثالث الذي أُعد له بعناية من قِبل وكالة الوزارة لشؤون الشباب اهتم في أطروحاته بوسائل الإعلام الحديث، وتأثيرها وأثرها على الشباب، وطالب ضمن توصياته النهائية بضرورة الاهتمام بها. والأمل هو تجسيد وتنفيذ وتفعيل تلك التوصيات العلمية من قِبل الأجهزة المعنية.
· من أقوال سعادة المستشار الرئيس (ما لا يمكن قياسه لا يمكن السيطرة عليه، وما لا يمكن السيطرة عليه لا يمكن إدارته). ولا أعرف هل يستقيم هذا القول مع واقع أجهزة التواصل وتطورها التقني العالي والمتنامي؟
· والمتابع يتذكر لقطة صورة أصبع إيمانا لاعب الهلال، ومسمى لجنة (الهتافات العنصرية)، وأيضاً (لجنة السي دي).. ولا ندري هل ستسمى اللجنة الجديدة لجنة المستشار أم لجنة المقاطع أم لجنة بيع الفيديوهات أم في جرابها مفاجآت؟ حتماً سننتظر!