عثمان أبوبكر مالي
هل تريد أن تعرف كيف تتحول ستة أشهر إلى ست سنوات؟! ما عليك إلا أن (تتبع) سيناريو مشروع (تطوير) ملعب الأمير عبدالله الفيصل بجدة، الذي أُغلق في نوفمبر عام 2012م من أجل (تطويره وزيادة سعته وتحويله إلى تحفة رياضية)، وكان يحتاج لتحقيق ذلك إلى ستة أشهر فقط، وهذا ما جاء في التصريحات التي أدلى بها في حينه مسؤولون كبار في الرئاسة العامة لرعاية الشباب ومدير مكتب الرئاسة في جدة. وبقدرة قادر تحولت الأشهر الستة إلى نهاية العام التالي، ولاحقاً (مُددت)، وأصبحت عامين، وظل الملعب مغلقاً طوال الأعوام الثلاثة الماضية، التي مر خلالها بمراحل متعددة وسيناريوهات مختلفة، وبيانات متلاحقة، وزيارات متكررة، قام بها المسؤولون في الرئاسة العامة لرعاية الشباب بدرجات مختلفة (سابقاً ولاحقاً)؛ ليتأكد في النهاية أن كل ذلك لم ينتج أمراً، ولم يحرز تقدماً، ولم يغير من واقع (التعثر) شيئاً.. ويتضح أن ما كان يصدر ويصور ويظهر لم تكن سوى (أفلام)، تنقل للرياضيين والمتابعين بطرق مختلفة، منها البيانات المنمقة، ومنها (العقود) المنوعة، وأهمها الزيارات الميدانية التي يبدو أن أغلبها ليست سوى زيارات (روتينية) لكبار المسؤولين، وأغلبها انتدابات (موزعة) ومبرمجة للمسؤولين في الجهاز الهندسي المعني والمسؤول بالإشراف على المشروع. وينتج من كل ذلك وعود (زائفة)، يبدو أنه كان يُعدُّ لها بعناية.. ولتأتي في النهاية النتيجة الصادمة للجماهير في المنطقة الغربية، التي كانت تنتظر إعلان (الموعد النهائي) للاحتفال بالملعب وعودة الحياة إليه، وتُفاجأ ببيان الرئاسة العامة لرعاية الشباب، الذي تضمن الكثير من (الحشو) والإسهاب غير المبرر؛ ليصل إلى معلومة في كلمتين، مفادها (تمديد الإغلاق)، وأن الملعب لا يزال بحاجة إلى عامين آخرين (على الأقل) حتى ينتهي إكمال أعماله بشكل نهائي وسليم. وليت الوصول إلى ذلك تم من الجهاز المسؤول أو من داخله، وإنما جاء من قِبل (الاستشاري الهندسي) الذي أوكلت إليه الرئاسة العامة لرعاية الشباب (مشروع) فحص ومراجعة سلامة الإنشاءات بالملعب.
قدم (بيان الحشو) مبررات الإغلاق القادم واحتياجاته ومسبباته وتوصياته لما يجب عمله، وأرجعها إلى (أولوية) كبيرة، اهتم بها التقرير الفني، هي (سلامة الجماهير)، مع أن هذه الجماهير مستاءة جداً مما حدث ويحدث، ومستاءة أكثر من (الضبابية) التي تم التعامل بها مع الملعب منذ أول يوم تم إغلاقه فيه، إلى وقت صدور البيان الأخير (بيان الحشو) المبالغ فيه. وتطرح هذه الجماهير السؤال الكبير والعريض: إن كان إغلاق الملعب من الأساس كان هدفه (سلامة الجماهير)؛ إذ كانوا موعودين بتعديلات لزيادة استيعاب مدرجاته، وإضافات لبعض احتياجاته في مواقف السيارات والمداخل والمخارج، وغيرها، فما الذي حدث طوال السنوات الخمس التي ظل مغلقاً فيها حتى إصدار (بيان الحشو) الأخير؟!
كلام مشفر
· لا تزال (الشفافية) التي حدثنا بها سمو الرئيس العام لرعاية الشباب منذ قدومه غير قائمة، أو هي غير مكتملة، على الرغم من مرور أكثر من عام على توليه مقعده الوثير في السادس من يونيو 2014م، وليس تسعين يوماً كما وعد.
· في العاشر من سبتمبر الماضي، وأثناء توقيع عقد تأجير أول أجنحة لكبار الشخصيات في استاد الملك عبدالله بجدة (الجوهرة)، قال الأمير عبدالله بن مساعد: «إن التقرير النهائي حيال سلامة ملعب الأمير عبدالله الفيصل سيكون جاهزاً في نهاية شهر سبتمبر (القادم)، وفي حالة إيجابيته سيكون جاهزاً بنهاية فبراير». ولا أدري، هل قال (القادم) أم في عام 2018م؟!!
· أكثر من مرة يتم فيها إعادة تقييم المشروع من قِبل الشركة المنفذة ومسؤولي الإدارة الفنية في الرئاسة العامة لرعاية الشباب، وفي كل مرة يتم اكتشاف أمر جديد وعقبات إضافية وحاجة جديدة إلى أعمال أخرى وإلى (تعديل التعديلات)، وتكون النتيجة أن التقييم يحتاج إلى تقييم!!
· في بداية قدومه، وبعد أن قدم له اتحاد الكرة (ميزانيته) الكلية، استاء سمو الرئيس العام لرعاية الشباب، وعبّر عن ذلك بقوله إنه كان سيصدر قرار فصل فوري بحق المسؤول الذي أعد التقرير لو كان مسؤولاً عنه مسؤولية مباشرة.
· الأكيد أن الإدارة الهندسية في رعاية الشباب ومكتب الرئاسة العامة لرعاية الشباب بجدة يتبعان مباشرة للرئيس العام لرعاية الشباب، وهما مسؤولان عن ملعب الأمير عبدالله الفيصل، ومن حق الرياضي والمتابع أن يسألا: هل يستحق هذان الجهازان أن يحكم عليهما الرئيس العام لرعاية الشباب بمثل الذي حكم على المسؤول المالي في اتحاد الكرة؟!
· لدى رعاية الشباب تجارب ناجحة، لماذا لا يتم الأخذ بها وتكرارها في المشاريع المشابهة؟ فعلى سبيل المثال ملعب الأمير فيصل بن فهد (الملز) أُجريت له أعمال (الصيانة وتجديد مقاره ومنشآته الداخلية وجزء من مدرجاته في خمسة أشهر فقط)!!