ناهد باشطح
فاصلة:
(هناك أمران فيهما إفراط: إبعاد العقل وعدم الاعتراف إلا بالعقل)
- حكمةعالمية -
يحدث أحيانا أن تنتهي في حياتنا علاقات جميلة مع أصدقاء أو زملاء دون أن نتأمل السبب ويحدث أن تتوتر أحيانا علاقاتنا مع إخواننا أو والدينا أو أبنائنا ولا نستطيع إنهاءها لكنها تظل تزعجنا.
أهتم كثيرا بالعلاقات الإنسانية وأجد أنها من أهم العوامل التي يمكن أن يمكن أن تصنع السعادة للإنسان في حياته إلى جانب عوامل أخرى وهي أيضا يمكن أن تقذف به إلى زاوية مظلمة في الحياة.
كنت قد استمعت لمحاضرة Robert Waldinger» عن بحثه في جامعة هارفارد الذي تابع فيه والباحثون العينة الرجالية لسنوات طويلة. البحث عن دور العلاقات الإنسانية في خلق الرضى والسعادة في الحياة ونتائج دراسته حيث كشف البحث عن أن العلاقات الجيدة تحقق السعادة والصحة الجيدة.
وهناك ثلاثة محاور مهمة في إنجاح العلاقات الإنسانية هي العلاقة الحميمة، نوعية العلاقات وليس عددها واستقرار الزواج.
في نفس الأسبوع اشتركت في دورة تدريبية عن العلاقات العاطفية في مركز «البام النسائي» للأستاذة «ليلى كايزن».
وتعرفت بالفعل على أسرار عدة في مفاهيمنا حول العلاقات في حياتنا.
بدءا فإن مفهومنا في إنهاء علاقة ما مع الأصدقاء والزملاء دون العمل على تصحيحها لن ينتج عنه إلا استمرار دخولنا في علاقات جديدة وإنهائها بنفس الطريقة المؤلمة لأننا سنحتفظ بمشاعر سلبية سابقة وقناعات سلبية سوف تؤثر في اختيارنا للعلاقات الجديدة في حياتنا.
إذن ما الحل؟
في العلاقات المزعجة علينا أن نقرر استمرار العلاقة أو إنهائها دون إشراك الطرف الآخر ومن ثم نحدد مشاعرنا ونوايانا وفق قرارنا... التركيز على استمرار العلاقة يختلف عن التركيز على إنهائها.
غالبا فنحن نكون مشوشين في صراع داخلي حولها بفعل الكثافة الحسية للمشاعر.
لذلك فالدرس الأول في أي علاقة مزعجة لنا هو القرار بالتصحيح لمشاعرنا قبل البدء في تنفيذ قرارنا بالاستمرار أو الانسحاب الواعي. من المهم أن نحيّد الطرف الآخر ونركز في سلوكياتنا تجاهه.
تخيلوا أن تمرينا بسيطا طلبته المدربة بتحديد شخص نكتب ما يعطينا في العلاقة وما نعطيه كان كفيلا بتبصيرنا بأهمية التركيز في موضوع العطاء والأخذ وهي فلسفة عميقة سأحدثكم عنها بعد غد.