فهد عبدالله العجلان
رسالة واضحة حملها تطبيق المملكة العربية السعودية لأحكام القصاص في حق 47 إرهابياً الأسبوع الفائت، أن المملكة لن تتوقف ولن تتراخى في حربها على الإرهاب ومواجهته، وأن يد عدالتها التي يشد من عضدها كتاب الله وسنّة رسوله لن تترك المفسدين والمخربين ومن يحملون لغة الدم والإرهاب وتفتيت المجتمع دون عقاب حتى ولو طال أمده، فالإرهابيون الذي جرى حكم الله عليهم وفق محاكمات عادلة وملتزمة بكافة الإجراءات القانونية والشرعية لم يُحاكموا إلا بما اقترفت أيديهم وبعد التحقق من الأدلة الدامغة على جرائمهم دون أي اعتبار لخلفياتهم أياً كان نوعها.
لقد حاول البعض أن يحرف مسار الحدث من جزء أصيل في مكافحة الإرهاب إلى قضية سياسية تتداخل فيها الأبعاد المختلفة، ووجد ذلك هوى في نفس بعض وسائل الإعلام الأجنبية التي لم تنفك عن وعي الوصاية على الآخرين من خلف المكاتب بعيداً عن ويلات الميدان، والمضحك المبكي أن هذه الوسائل ذاتها هي التي لم تتوقف عن لوم العرب والمسلمين على التسامح مع الإرهاب والتراخي في التصدي له!.
أصحاب المنطق الأعوج ذرفوا دموع التماسيح على دماء وحوش كانت ترتوي بسيل دماء الأبرياء، وتتباهى بذلك على الملأ، متناسين عمداً أو جهلاً آلاف الدماء البريئة التي جرت والدور التي هدمت والصغار الذين يُتّموا والنساء اللواتي ترمّلن بسبب استفحال خطر الإرهاب وجرأته في طول العالم وعرضه، حزم سلمان وعدالته التي عرفها العالم كانت أمضى من التخرصات والتباكي ليكون شرع الله هو الفيصل في مواجهة من طغوا وبغوا على العباد والبلاد وأكثروا فيها الفساد، فكان القصاص حياة لأولي الألباب.
إيران التي احترفت الإرهاب وزرعت بذوره في كل مكان في المنطقة كان من الطبيعي أن تكون الأعلى صراخاً في مواجهة هذه الأحكام، فمن تغرر بهم باتوا أكثر وضوحاً في نظر المجتمع بعد أن انكشفت الأستار، ليدرك التابعون الأغرار أن جمهورية الدم لن تحميهم من يد العدالة ولن تنقذهم من القصاص، فكان أن جنّ جنونها لترتكب حماقة ليست سوى امتداد لحماقاتها السابقة، وهي حرق السفارة السعودية في طهران والقنصلية في مشهد من خلال عدد من الأوباش الذين يختصرون وعي الملالي في العلاقات الدولية والدبلوماسية، وهي محاولة يائسة لتقول لوكلائها الذين يستعدون للتساقط الواحد تلو الآخر: إني معكم ها هنا لكن كما قال المتنبي:
(إذا اشتبكت دموع في جفون
تبيّن من بكى ممن تباكى!)
أخيراً على العالم، وخصوصاً الغربي منه أن يصحو من سكرة الوهم حول الدور الإيراني في الحرب على الإرهاب والذي يحارب بيد ويقدم باليد الأخرى أسباب البقاء وظروفه للإرهابيين دعماً مباشراً وغير مباشر، فمن يزرع الإرهاب ويحتضنه لعقود لن تكون سكينته حادة لقطع دابر الإرهاب بقدر ما تمنحه الفرصة للتمدد والتغلغل في أماكن لم يستطع اختراقها من قبل وقد حدث!.