ميسون أبو بكر
الليلة التي عاشها أفراد البعثة الدوبلوماسية السعودية في طهران وقت الاعتداء على السفارة السعودية، لم تكن سهلة أبدا، وقد استهجنها العالم الذي لا يختلف عقلاؤه على أن إيران دولة إرهابية من الدرجة الأولى سراً وعلانية، لم تكتف هذه الدولة ذات المطامع في تفتيت الوطن العربي وزعزعة الأمن والتدخل في سوريا والعراق واليمن عبر أذنابها ودُماها التي تحركهم عن بعد، وأتباعها الذين تمكنت من غسل أدمغتهم وتجنيدهم في قلب أوطانهم ليكونوا خائنين لعروبتهم ولوطنهم ودينهم، بل فاض كيدها وقهرها لتجهر به ضد المملكة بعد معاقبتها للإرهابيين الذين عاثوا في الأرض فسادا، بل بعضهم كانوا غرسا فاسدا لها في قلب المنطقة يحققون إستراتيجية الدولة الفارسية في خلق الخلافات بين الأهل في الوطن الواحد.
إيران التي توالت عليها الهزائم وصعقتها المفاجآت بدءا من عاصفة الحزم في اليمن التي قادتها المملكة مع قوى التحالف والتي أفشلت مخططاتها التوسعية في المنطقة بعد تدخلاتها في سوريا التي ناصرت إيران رئيسها الفاسد ضد شعبه الذي مات إما تعذيبا على يد جيش الأسد أو غرقا في البحار التي كان يأمل ان تنقذه اليابسة التي ما وراءها، ولكن التهم الموج الأجساد التي فرّت من الموت إلى الموت، ووثقت عدسات المصورين للعالم الجرائم الإيرانية لتكون وصمة عار أبدية لجرائم دولة ادَّعت زورا أن الإرهابي الذي نال جزاءه موتا (النمر) هو قديس ، بينما هي تعدم المئات وتعذب العشرات وعرب الأهواز هم المثال الحي لبطش إيران والذي لا بد أن يدرك هذا أصحاب الأدمغة المغسولة التي تتخذ منهم إيران أربابا لها وجواسيس.
إيران التي شتّتتها كثرة الصدمات التي تلقتها من المملكة وحلفائها (وانحصارها في المساحة الجغرافية التي لم ولن تتعداها إلى مساحة أكبر حسب أطماعها في المنطقة)، جنّ جنونها ورمت عنها كل وسائل الدبلوماسية والتزام الهدوء، وتخبطت هي ومناصريها من الخونة القلائل في جسدنا العربي؛ سواء باستنكار معاقبة الإرهابي نمر النمر والذي ظهر أنه عميل لها كان يترجم الأماني الفارسية والأطماع الإيرانية فيما قام به، وكذلك بالاعتداء على السفارة السعودية في طهران وكل هذا يعد تصعيداً خطيراً وتقويضاً للأعراف الدبلوماسية والقانونية.
البحرين والسودان والإمارات وعدد من الدول قطعت علاقاتها الدوبلوماسية وسحبت سفراءها في خطوة متميزة وشعور طيب تجاه المملكة القوة المؤثرة عالميا والإيمان بقضائها النابع من الشريعة الإسلامية واتباع منهجها فهو قضاء نزيه لا شكّ فيه،
إيران دولة بلطجية، لها ماضِ أسود كما حاضر بشع، ولعل حادثة الحج العام الماضي خير مثال على مآربها وتجرّئها على حرمة المشاعر المقدسة والتاريخ خير شاهد على ما فعلته ومازالت حيث تعد حادثة السفارة من أبشع الجرائم التي أعطت العالم صورة جديدة من الصور البشعة التي لا تتورع إيران إضافتها لسجلها الإجرامي.
للمواطن أينما كان؛ كن درعا قويا لوطنك وحليفا قويا يا أعز الله بك هذه البلاد، ولا تنجذب لما يدّعون وما يخططون، ولتكن ليلة الرعب التي عاشها الدبلوماسيون في السفارة السعودية شاهدا على هذه الدولة ذات السجل الإرهابي الحافل ، فقد انتفض المخلصون لإنسانيتهم ولمواقف المملكة النبيلة ينددون بالاعتداء سواء بقطع العلاقات أو الاستهجان، حمى الله المملكة وأهلها من كل سوء.
من آخر البحر
ذهبت
تركتني للصمت
المرايا أخبرتني أنك أخذت كحل عيني
وأحمر شفاهي
وتركت لي جسدا ممزقا.
وقبلات احترقتُ بلذّتها
لملمتها ووضعتها في أيقونة الذاكرة
لأستحضر في فصول الغياب
ما حدث ذات لقاء بينتا.