حمّاد السالمي
* ماذا يمكن أن نسمي السلوك الإيراني المستفز في المنطقة وفي العالم أجمع؛ ابتداءً من سنة 1979م وحتى اليوم؛ وربما إلى عقود قادمة؛ إن لم تحدث معجزة يعود الوعي معها إلى الجماجم المعممة التي تدير دفة الحكم في هذا البلد الإسلامي الجار لنا على الضفة الأخرى من خليجنا العربي..؟
...
* ما إن حلّ الخميني في طهران؛ حتى أصبحت إيران قلقة ومقلقة في آن. تحولت إيران إلى بلد مصدر للثورات، وداعم للفتن، ومحرض على التخريب في بلاد كثيرة، ومنها البلاد العربية والمجاورة لها على وجه خاص. ركبت إيران منذ أكثر من ثلاثة عقود؛ موجة المذهب الشيعي، بهدف السيطرة على أتباعه من العرب في العراق ودول الخليج، ومن ثم استخدامهم أدوات تخريب ضد حكوماتهم وبلدانهم، ضمن أهدافها في التمدد والسيطرة على البلاد العربية بأي ثمن كان، حتى لو جاء هذا على حساب شعبها الذي يرى ثروة بلاده تذهب لأحزاب ومليشيات وحشود؛ تسبح باسم الثورة الصفوية في عدة بلدان خارج حدود إيران.
* كشفت إيران الخمينية الصفوية عن وجهها الإرهابي القبيح؛ منذ اليوم الذي أعلنت فيه ترحيبها بالعملية الإرهابية التي نفذها حزب الإخوان المتأسلمين في مصر؛ بقتل الرئيس محمد أنور السادات في محفل عسكري. (الإرهابي الهالك خالد الإسلامبولي)؛ صار رمزًا للثورة، واحتل اسمه أحد شوارع طهران، ثم لحق به (الإرهابي الهالك السعودي نمر النمر)، الذي احتل اسمه هو الآخر أحد شوارع طهران، وإذا استمر الحال على ما هو عليه، فسوف تصبح شوارع طهران كلها بأسماء القتلة من الإرهابيين؛ الذين ينتمون إلى القاعدة وداعش وحزب اللات والحوثة، وكل من يستجيب للغزل الإيراني المذهبي؛ فيفجر، ويخرب، ويقتل في بلده، ثم يُقتل ليمسي في الخطاب السياسي والإعلامي الإيراني شهيدًا..!
* استولت علي نوبة ضحك ساخرة؛ وأنا أتابع تصريحات وزير الخارجية الإيراني ليلة همجية دولته، إذ كان يقول ما معناه: (إن السعودية وهي تنفذ أحكام القتل في نمر النمر ومن معه، وتحتج على اعتداءات على سفارتها في طهران وقنصليتها في مشهد، إنما تحاول الخروج من العزلة التي تعيش فيها)..! هي السعودية إذن يا (ظريف) التي ظلت في عزلة دولية سنوات عدة، ثم عادت لتدخل في عزلة إقليمية ودولية من جديد؟!
* حقيقة لا أعرف من يدير دفة الحكم في طهران؟ هل هو المرشد الأعلى لثورتهم التي تحولت إلى (ثُورَة) هائجة، فاقع لونها لا تسر الناظرين؛ أم رئيس الجمهورية؟ أم وزير الخارجية؟ أم مليشيات (الباسيج) المدربين على تنفيذ عمليات بلطجية ضد سفارات وقنصليات دولية، دون خجل أو حياء أو مراعاة للنظم والأعراف الدولية، التي تعتبر مقار السفارات والبعثات الدبلوماسية؛ جزءًا من أراضي دولها، والاعتداء عليها هو اعتداء على الدول نفسها.
* نستذكر في هذه الحالة؛ احتلال السفارة الأميركية في طهران واحتجاز 52 مواطناً أميركيًا لمدة 444 يوماً، من سنة 1979م، حتى سنة 1981م. عدة سفارات وقنصليات دولية في هذا البلد العجيب؛ تم اقتحامها وحرقها والاعتداء على منسوبيها، وليس فقط سفارة المملكة العربية السعودية.
* ما معنى هذه الهبّة الإيرانية ضد المملكة بعد تنفيذ الحكم في مواطن سعودي ضالع في الإرهاب، ومحرض على الخروج على ولي الأمر، وداعم لعمليات قتل وتخريب كثيرة، مثله مثل 46 مواطنًا آخر، كفّروا وخرّبوا وفجروا وقتلوا، وتمت لهم محاكمة شرعية عادلة لعدة سنوات، ثم لاقوا جزاءهم الذي هو جزاؤهم؟!
* الهالك نمر النمر؛ لم يكن أكثر من أداة تخريبية قذرة؛ كانت إيران تستفيد من عنترياته المنبرية في السعي لزعزعة أمن المملكة، وعندما سقطت ورقته أخيرًا، سعت إلى استغلال الموقف، وتحقيق عدة أهداف تخطط لها، ليس حبًا في إرهابي هالك؛ لأنها تعرفه جيدًا؛ ولكن بهدف دغدغة مشاعر الشيعة العرب في السعودية والكويت والبحرين والعراق وغيرها، بأن إيران حامية لهم، وداعمة لمرجعياتهم، وأنها موجودة وقت الطلب، وأنها تستطيع أن تقول شيئًا، فلا يخافوا ولا يحزنوا..!
* لم يسأل شيخ شيعي واحد عراقي أو سعودي أو بحريني أو كويتي.. لم يسأل سياسي إيراني واحد في هذا الظرف: لو أن الهالك نمر النمر كان مواطنًا إيرانيًا، وخرج في مظاهرة في طهران، ولم يخلع بيعة، ولا اشترك في عملية إرهابية واحدة ضد حكومة طهران.. لو الأمر كذلك؛ هل كان خرج حيًا من هذه المظاهرة أم قُتل مع عشرات ومئات المعارضين الإيرانيين في طهران كما يحدث باستمرار؟! أو كان شُنق على رؤوس الأشهاد برافعة كبيرة حتى يراه كل الناس؟! ولو حدث هذا، هل يُرفع اسمه على لوحة في شارع في طهران، وينشغل ساسة إيران وقادتها وإعلامها بقضيته، ويصبح (آية الله الشهيد نمر النمر)؟!
* لم يسأل أحد لا من السعودية ولا من البحرين أو الكويت أو الإمارات أو غيرها ساسة إيران عن قتل (1000 إيراني) في السنة الفارطة 2015م وحدها، أغلبيتهم عرب سنة أهوازيون وأكراد وغيرهم، كل ذنبهم أنهم عارضوا النظام، وطالبوا بحقوقهم، فلم يثبت أنهم فجروا وقتلوا وانتسبوا لمنظمات إرهابية، فكيف تسمح إيران لنفسها التدخل في شؤون المملكة العربية السعودية بهذا الشكل السافر والفاضح، بينما لم يسألها أحد عن إرهابها لمواطنيها قبل غيرهم؟!
* حسنًا فعلت بلادنا بقطع علاقاتها مع (الجمهورية الهمجية الإيرانية)، فالبلد الذي يدافع عن الإرهابيين إرهابي بامتياز، والبلد الذي يدعم منظمات إرهابية مثل القاعدة، ويأوي عناصرها عنده هو راعي وحامي حمى الإرهاب، وعلاقة إيران بداعش، لا شك هي مثل علاقتها بالقاعدة، فإيران في سلام ووئام مع أخطر منظمتين إرهابيتين يلاحقهما العالم.. (القاعدة وداعش)، فلم تتعرض حتى اليوم لأي عمل إرهابي منهما بخلاف جيرانها العرب، وهذا ليس ملفتًا للنظر فقط، ولكنه يؤكد رعايتها وحمايتها للإرهاب في العالم.
* إيران.. (حامي تروريسم)..! هذا قولي، وسوف تتذكرون ما أقول.