سامى اليوسف
خلال أسبوعين فقط، حصدت أغنية سعودية للشاب ماجد العيسى بعنوان «بربس» مليوني مشاهدة على «اليوتيوب»، وفيها يظهر المخرج، الذي كان مغموراً قبل رقصته، وهو يرقص مع شباب، ويردد 3 عبارات فارغة من المضمون، وكلمة هي عنوان أغنيته:» حط رجلك كذا.. وحط الثانية كذا.. وسوو براسك كذا.. وبربس». هذا العمل التافه يتصدر المشهد في مواقع التواصل الاجتماعي، وصار حديث الشبان، والمراهقين، ومعهم الأطفال بكل أسف.
البربسة مصطلح نجدي دارج وهو من عائلة الـ» مطرسة» أيضاً، ويعني العمل غير المرتب، أو المنظم، ويُقال في وصف العمل غير المنظم، أو المخطط له بعبارة: «شغلكم بربسة»، وفي كرة القدم، أو أي لعبة جماعية «لعبكم بربسة».
تذكرت «بربس»، و»شغلكم أو لعبكم بربسة»، وأنا أتابع مباريات ونتائج المنتخب الأولمبي في التصفيات الآسيوية في الدوحة، والأحدات المستجدة على الساحة الرياضية، وأخبار لجنة الإعلام الرياضي.
كتبت في مقالة سابقة تحت عنوان «اتحاد عيد.. مفيش فايدة»، وتحديداً في تاريخ 25-7-2014 هنا معلّقاً على أخطاء اتحاد الكرة، وسياسته في إدارة أعمال لجانه:» هناك حلقة مفقودة بين «اتحاد عيد» والمجتمع الرياضي من حوله، فنحن أمام ثلاثة تفسيرات: إما أن هذا الاتحاد لا يقرأ ردود الأفعال حول قراراته، وأداء لجانه المؤثِّرة في نتائج ومسار بطولاته التي ينظّمها، فبالتالي يجهل أموراً مهمة، أو أنه يقرأ بالفعل، ولكنه يكابر ويعاند، والثالثة أنه يقرأ بالمقلوب ونتيجة لذلك فهو يجامل أشخاص على حساب مستقبله.».
الخيبة في الدوحة يتحمّلها أولاً اتحاد الكرة بسبب فوضوية عمله، وإدارته غير المنظمة لشؤون المنتخبات الوطنية، فكيف يتم إبعاد مدرب والتعاقد مع آخر لقيادة المنتخب قبيل انطلاقة التصفيات بفترة قصيرة، ثم تأخير فترة الإعداد، تجاهل ضم لاعبين بارزين، وتغيير في مراكز لاعبين، وجهل في حسابات التأهل مع توجيهات خاطئة للاعبين، وأخطاء تتكرر في المباريات دونما تصحيح تعكس ضعفاً فنياً وبدنياً، وبالطبع لا نعفي اللاعبين من المسؤولية المشتركة لكن الوزر الأكبر يتحمّله الاتحاد بقراراته المفاجئة التي تعكس سوء إدارته.
لجنة «الواتس آب»
وبالانتقال إلى لجنة الإعلام الرياضي فإن «البربسة» الإدارية نجدها حاضرة بكل تفاصيلها، ويكفي أن أحد أعضائها «الزميل فواز الشريف» وصفها بـ»لجنة الواتس آب» نسبة إلى القروب الذي يدير من خلاله رئيسها أعمالها قبل أن يقصيه من القروب بعد اختلاف في وجهات النظر.
هذه اللجنة التي شكلها مجلس إدارة هيئة الصحفيين السعوديين السابق، والذي انتهت دورته بنهاية محرم الفائت، لا نعلم لماذا ترأسها تحديداً الزميل طلال آل الشيخ، ولا نعرف معايير أسباب اختيار أعضائها الحاليين أو المستقيلين دوناً عن غيرهم من الإعلاميين الرياضيين، ولا نعرف أسباب اختيار الأعضاء الذين تمت إضافتهم لها بعد التشكيل الأول تحديداً عن غيرهم من بين الإعلاميين؟ ولاسيما أن بعضهم ليس لهم تاريخ إعلامي يُذكر!
ولا نعرف أيضاً سر غياب ممثلي المؤسسات الصحافية الكبرى أمثال: الجزيرة، الرياض، واليوم على سبيل المثال لا الحصر عن التواجد في عضوية اللجنة؟ وكذلك لا نعرف سر غياب إعلاميي حائل وعسير والقصيم والأحساء عن اللجنة؟
ولعلنا نتساءل عن مدى قانونية عمل اللجنة حالياً في ظل انتهاء دورة مجلس الإدارة السابق للهيئة خاصة إذا علمنا أن اللجنة هي من ضمن اللجان التي يشكلها مجلس الإدارة، وإذا تم حلّه، أو انتهت دورته تنتهي أو تحل اللجان التي شكلها طبقاً للائحة الهيئة؟
كما نتساءل أيضاً عن إشكالية توفر «تعارض أو تضارب المصالح» في عمل رئيس اللجنة الحالي مع منصبه الجديد «رئيس اللجنة الإعلامية» في اتحاد كرة القدم؟
كل ما تقدّم أعلاه في كفة، وترشيحات اللجنة للزملاء الإعلاميين للجوائز العربية والخليجية في كفة أخرى، فهذه الترشيحات تعكس ضبابية العمل داخل اللجنة، واحتكام معاييرها «إن وجدت» للأمزجة والأهواء.. ونكتب في هذا السياق جملة من الأسئلة تُضاف إلى ما قد سبق: لماذا تم ترشيح الزميل رجاء الله السلمي أولاً لجائزة الرواد العرب، وبعد أن اعتذر عنها لماذا تم تحويلها للزميل بتال القوس؟ وما هي المعايير التي اعتمدتها اللجنة في الاختيار الأول والتحويل للثاني؟
ما هي المعايير التي اعتمدتها اللجنة في ترشيحها للزميلين عيد الثقيل وعبدالعزيز البكر وإذاعة «يو إف إم»، وبرنامج «أكشن يا دوري»؟ أين بقية الصحافيين؟ وماذا عن برامج «ميكس إف إم»، و»ألف ألف»، والبرامج الأخرى في القنوات المختلفة؟
أين المعايير والشفافية في عمل هذه اللجنة التي يدّعي بيان تأسيسها «تم إرساله عبر الإيميل بدون رقم أو تاريخ» أنه يحتكم إليها؟، وكيف يذكر أمين عام هيئة الصحفيين في تصريح نُشر له عند إشهار اللجنة أنها «لجنة مستقلة» كيف له أن يصفها بالمستقلة وهي المرتبطة في التأسيس بالهيئة، ومجلس إدارتها، وبمجرد حل المجلس، أو انتهاء دورته تنتهي أعمالها وتصبح في حكم المنتهية أو المنحلة طبقاً للائحة الأساسية للهيئة؟!
ما تقدّم هو قليل من كثير لا يجسّد حالة الفوضى العارمة التي تُدار بها هذه اللجنة التي لا يعترف بها معظم المنتسبين والعاملين في الوسط الاعلامي الرياضي الرسمي خاصة قياداته البارزة أصحاب التجربة والمراس والخبرة الذين تواصلت معهم.. وعمل مثل هذا يتطلب لجنة تأسيسية تضع اللوائح وتشكل نواة لجمعية عمومية قبيل عقد انتخابات ينتج عنها اتحاد إعلام رياضي يمثّل الإعلام الرياضي السعودي خير تمثيل ويكون على قدر من المسؤولية.
أخيراً ،،،
«حين سكت أهل الحق عن الباطل توهم أهل الباطل أنهم على الحق».
علي بن أبي طالب كرّم الله وجهه