زكية إبراهيم الحجي
إذا كانت الأفكار الخرافية التي تحشو فيها الماكينة الإعلامية الإيرانية رؤوس من يواليها قد أصبحت مكشوفة ولم تعد تنطلي على أحد.. فهل يجد شيعة العرب أنفسهم أمام خيار يدفعهم إلى التقرب من أهل السنة خاصة بعد اكتشاف حقيقة الأطماع الإيرانية وعبثها باستقرار وأمن المنطقة العربية.. ومحاولاتها البائسة باللعب على أوتار الطائفية واستغلال الظروف لإلقاء الحجارة في المياه الراكدة لإثارة الخلافات المذهبية في المنطقة؟.. وهل نجد وفي يوم قريب اصطفاف شيعة العرب صفاً واحداً والوقوف أمام وليهم الفقيه وأمام قادة إيران ليقولوا وبصوت واحد: «هويتنا عربية وانتماؤنا عربي»؟.
لا يخفى على ذي عقل أن إيران ومنذ اندلاع ثورتها عام 1979 وهي تسعى جاهدة لتصدير ثورتها سياسياً ومذهبياً.. بل تحاول الاعتماد في تنفيذ مخططاتها التصديرية على حالة الولاء المذهبي المطلق للمرتبطين بالمشروع الإيراني من شعوب المنطقة المنتشرة في العراق ولبنان وسوريا ومنطقة الخليج العربي.. واتضح دور هؤلاء الأتباع بشكل جلي في مرحلة عراق ما بعد صدام بعد أن كان لهم دور سابق في حقب ليست ببعيدة وبالذات فترة الثمانينيات الفترة التي حدثت فيها تفجيرات في بعض دول الخليج العربي ومن ضمنها المملكة العربية السعودية حيث لم تسلم من أذاها وعبثيتها.. فالعراق وحتى يومنا هذا كان ولا زال بوابة عبور لإيران ومخططاتها التي تهدف من وراءها تحقيق الحلم المزعوم حلم عودة الإمبراطورية الفارسية..كما أن إيران كانت ولا تزال تستثمر وعلى قدر كبير من البراجماتية نفوذ حزب الله اللبناني داخل نطاق لبنان وسيطرته على المعادلة اللبنانية غير المتوازنة.. ولعل أكبر مظاهر الرعاية الإيرانية لحزب الله هو ما يردده أمين عام حزبه حسن نصر الله.. بأن أي تعويضات تدفع للمتضررين من الحزب نتيجة الحروب هي من مرشد الثورة «علي خامنئي»، ومن سوء نية عميل إيران حسن نصر الله الذي يؤمن بولاية الفقيه والأكثر ارتباطاً بالثورة الإيرانية أنه يصف مال مرشده الأعلى بالنظيف في مقابل المساعدات والتي تُقدر بمليارات الدولارات وتحصل عليها الحكومة اللبنانية من المملكة العربية السعودية.
ضعف سلطة الحكومة اللبنانية ووجود ورقة قوية في يد حزب الله المدعوم بقوة من إيران أسقط هيبة دولة لبنان.. ومن يحكمها اليوم ويدير مفاصلها هي ميليشيات حزب الله التابعة للولي الفقيه.
المسلسل الإيراني المخادع والمراوغ.. لايزال مستمراً ولا يمكن بأي حال من الأحوال الوثوق به مهما حاول أن يبرئ أو يلمع نفسه أمام الرأي العام أو في المحافل الدولية.. والمملكة العربية السعودية مؤمنة بأن الإنسان المؤمن لا يلدغ من الجحر مرتين.. والتهديدات المتمثلة في لغة الخطاب والشعارات البراقة العريضة الخارجة عن الأدب الدبلوماسي لا تقيم لها المملكة العربية السعودية وزناً أو أي أهمية تذكر، ولن تموت رؤوس الفتنة الشيعية الإيرانية إلا بعد تجريد جميع الميليشيات التابعة للولي الفقيه من كل أسلحتها والوقوف بصرامة في وجه كل من يحاول العبث بالأمن والاستقرار وهذا ما تبنته المملكة العربية السعودية.. حفظ الله وطني من شر الأعادي.