د. هيا بنت عبدالرحمن السمهري
ارتفعت حروفي عن السياقات العادية مما فرض علي وضعاً متعالياً في المدلول؛ حيث تكتسب الذكرى الأولى لبيعة الشعب لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز التي يؤرخها هذا الشهر بمداد من نور، تكتسب حضورا أخاذا، ولأنني سوف أرنو الى حكيم وحاكم، وأسكب بوحي بين صفوفه المتراصة قوةً وسداد رأي يصل إلى مواقع القرارات قبل إصدارها؛ وشموخاً وغزارةً، ومكارم أخلاق، واحتفاء بالعلم والثقافة والتاريخ والتراث، فقد رأيت أن خصال الملك التي سطرها التاريخ رُصدت من محيطه ؛ واشتقت من جذور أفعاله وأقواله حفظه الله:
فسمت لسلمان الجواد وإنه
لأبرّ من تسمو إليه وأجدر
فيه تلاقى المجد من أطرافه
نفس مهذبة الخصال وعنصر
وملكنا حفظه الله يجيد صناعة القرار والاستقرار، ويقف على هامة تلك الصناعة باقتدار، وأحسبُ أن الذين جالسوه لهم إعجاب لآخر؛ فالحديث حول ملك الحزم والعزم يجب أن يكون شامخا كشموخه، غزيرا كغزارة عقله؛ متينا مثل ثبات مواقفه ؛عميقا كرؤيته حفظه الله، ولذلك فإن تأسيس صحيفة يومية جديدة يتوشحها مسمى «الحزم والعزم» وقناة تلفزيونية بذات المسمى تبث تلك المعاني الوارفة التي شق لها ملكنا سلمان مصابيح الضوء، فكانت شواطئ الأمان بين يديه في زمن ضلت فيه دروب المراسي:
ذلل الصعب ما تبدّى له الصعب
وألوى بالمشكلات الرهيبة
نعم يستحق عهد الحزم والعزم أن يتربع في وجدان الشعب عبر ترسيخ الاسم، وتأصيل معانيه ومكوناته في صياغات إعلامية جديدة، وأن يُلمس واقعا في مظاهره ونعوته، وأن تشرق منه شموس تلهب الشعور والمشاعر، تتمثل في منابع التنمية الوافرة، ومصباتها الغزيرة، حين استُصدرت القوانين، واستُحدثت التوجيهات، والأوامر السامية لصناعة الرخاء، كما أخذت قنوات الإصلاح فكر خادم الحرمين المتفائل فاتخذت موقعا حفيا على خارطة أولوياته.
لقد قاد الملك سلمان بلادنا نحو أمكنة العلاقات، ووعى كيف يطوعها، ويحوك نسيجها لتكون دثارا للمصالح المتبادلة، ومج -حفظه الله- كل انسلاخ وقطيعة، واصطفى لغة الجسور، وطرائق التعاون، ولكنه واجه بحزم مخططات الإبادة بعاصفة الحزم ؛تلك الحرب الحيوية التي استنبت بها حفظه الله العزائم، وأوقد المساحات المعتمة، ثم قادت بلادنا التحالف ضد الإرهاب معلناً حفظه الله أن لا مكان للإرهاب تحت شمس عصورنا الحاضرة، ولقد كان لبلادنا بقيادة سلمان العزم والحزم مشروعا تأسيسيا اتكأ على أفلاك البذل، والإغاثة والنجدة، والمؤازرة فكان النماء ممتدا إلى عروق الذهب، في منجم سلمان بن عبدالعزيز الذي تواصل مع العالم ومنح للإغاثة صناديق البهجة، ورصف دروب التواصل والوشائج بين الشعوب من خلال «مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية».
وواقع المنظومة الإدارية لبلادنا الغالية الآن يعلن أن سلمان الملك وبكل اقتدار وصل إلى منابع القوة، وفرائد الفكر، وأقطاب العمل وأربابه المخلصين لصناعة نهضة الوطن وتصميم مستقبله.
نعم إن اختياراته، وخياراته حفظه الله ترفل بفخامة التشخيص للواقع، ومواطنه وبواطنه [فَلَمَّا كَلَّمَهُ قَالَ إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنَا مَكِينٌ أَمِينٌ] سورة يوسف (54).
ثم هو حفظه الله جامعة في الاتصال والتواصل، وبارع في التحرك في محيطات الناس بما يلزم ويقتضي.
وربما أعترفُ أن الحديث قد هزمني أمام وفيرٍ من خلال الحكم وظلاله، فأمامي ارتحالٌ آخر نحو محبة الناس لكيان سلمان بن عبدالعزيز؛ أميراً للرياض، ثم ولياً للعهد، ثم ملكاً لكيان باذخٍ قداسةً ومنزلة.
فلقد سكن قلب سلمان كل من ينتمي لهذه البلاد الطاهرة، فاقتبسوا صدق الشعور والمشاعر حين وضعهم على نبضاته، فانتظمت لهم مشكاة من نور تضيء لهم ما تمنوا وما أمّلوا، فاجتمع وجدان الشعب حول حزم سلمان وعزمه دون قرار، ولسان حالهم يقول:
نحبك إي ورب الكون صدقا
نباهي فيك ودا واحتراما
إذا عُدت خصال الحكم يوما
فإن مُقامكم أعلى مُقاما
وننتظر صحيفة العزم والحزم، وقناتنا المرئية في الشأن ذاته يا وزارة الثقافة والإعلام منشئا وداعما.