إبراهيم بن سعد الماجد
لا شك في أن إيران تلك الدولة المارقة ترى نفسها أنها هي الدولة الإسلامية التي طال انتظارها، وأنها أنموذج للمسلمين، يجب أن يتبع؛ ولهذا فلا بد لها من قيادة العالم الإسلامي. تلك هي الأحلام التي تنطلق منها إيران، وبها تحكم كل تصرفاتها.
وفي هذا السياق الحالم يقول محمد خاتمي: «والإسلام الذي بقي في الأذهان قروناً عديدة بهيئة مجموعة من الأفكار والقيم نزل اليوم ببركة الثورة الإسلامية إلى الميدان لإدارة الحياة وتأسيس النظام، وقد أقام دولة، ومن ثم دعا منافسيه ومعارضيه إلى النزال، ليس في ميدان العقل والأفكار فحسب، بل وفي ميدان العمل وواقع الحياة». وهي من خلال تبنيها لهذا المفهوم النرجسي المغلوط تعتبر نفسها أنها قد جسّدت الحكم الإسلامي الذي كان مفقوداً؛ ولهذا فقد تبنت مبدأ «تصدير الثورة»، وهو أن تلجأ إيران إلى القوة لنشر عقيدتها ومذهبها إلى الخارج الذي اعتبرته متعطشاً لهذه الثورة، واعتبرت أنه لا بد من قتال حكام المسلمين المتكبرين الذين يحولون دون وصول أنوار هذه الثورة إلى المسلمين المستضعفين من شعوبهم!؟؟ وبتبنيها هذا المبدأ (بدا واضحاً أن إيران تدخل مستنقعاً أشبه بالذي دخلته فرنسا التي تكبدت خسائر جسيمة أثناء تصدير الثورة الفرنسية وحروبها الفاشلة في أوروبا).
وقد تحكم ذلك المفهوم «تصدير الثورة» في كل تصرفات إيران التي توصف بالهمجية والعدوانية مع أغلب محيطها وكل دول العالم إلا القليل ممن يدور في فلكها الإجرامي؛ ما سبب لها ضرراً كبيراً؛ وأبعدها بالتالي عن محيطها الإقليمي، وجعلها دولة معزولة، كأنها في جزيرة منفصلة عما حولها من جيران.
وقد كانت من نتائج تلك السياسة الحرب الإيرانية - العراقية، التي راح ضحيتها أكثر من مليون ونصف المليون إنسان، بدأت عام 1980، واستمرت حتى عام 1988، وكان مبدأ تصدير الثورة الذي أطلقه الخميني أحد أسبابها الرئيسة.
ومن نتائجها كذلك التدخل الإيراني في لبنان، ومحاولتها تأسيس دولة شيعية داخل الدولة اللبنانية عبر حركة أمل، ومن ثم حزب الله الذي جيّش أتباع طائفته، وصنع كياناً مسلحاً داخل لبنان، يفوق في تسليحه جيش الدولة اللبنانية نفسها، بحجة المقاومة للاحتلال الإسرائيلي.
وكذلك في اليمن أنشأت إيران مليشيات الحوثي، ودعمتها بالمال والسلاح، واستضافت عناصرها الذين دربهم الحرس الثوري الإيراني؛ ليعودوا فيما بعد كقوة مسلحة تثير القلاقل والاضطرابات في جنوب الجزيرة العربية، ولكن كانت لها عاصفة الحزم بالمرصاد، ولقنتها درساً لن تنساه.
وفي العراق، وبعد الاحتلال الأمريكي وسقوط حكم صدام، جالت وصالت إيران في ساحاته بعد الفراغ الأمني الكبير الذي حدث؛ فأوصلت الموالين لسياساتها للحكم، وأنشأت ودعمت وجيشت المليشيات الشيعية المسلحة كعصائب أهل الحق، وجيش المهدي، وفيلق بدر، وأكثر من خمسة عشر فصيلاً مسلحاً، أجج جميعها الحرب الأهلية، وبث الفرقة بين سنة العراق وشيعته، فانتشرت التفجيرات والقتل على الهوية والتهجير على الطائفة، حتى تحولت مدن العراق إلى كانتونات مسلحة، تعيث فيها تلك الحركات قتلاً ودماراً وفساداً؛ ليكون حصيلة القتلى ما يزيد على المليون قتيل، لم يُستثنَ منهم طفل أو امرأة أو شيخ.
وكذلك فقد تعرضت المملكة العربية السعودية منذ وقت مبكر، وبعد قيام الثورة الإيرانية مباشرة، للكثير من المؤامرات والاعتداءات من قِبل النظام الإيراني.
فبتحريض مباشر من النظام الإيراني، وتحت وهم (تصدير الثورة للخليج)، كان عام 1400 هجرياً (1980 ميلادياً) هو بداية التمرد للشيعة السعوديين من خلال إعلان ما يسمى (بالثورة) تماشياً مع الثورة الإيرانية؛ إذ بدؤوا في المظاهرات الغوغائية والشغب والتكسير والتخريب في القطيف، ورفعوا شعارات وهتافات طائفية معادية للدين والدولة، مثل:
مبدأنا حسيني وقائدنا خميني.
وقولهم: يسقط النظام السعودي.
وكذلك حملوا لافتات، كتب عليها: «يسقط فهد وخالد». ويقصدون بذلك الملك خالد والملك فهد - رحمهما الله -.
وجعلوا ممن هلكوا من المجرمين بتلك الأحداث أبطالاً، وأصبحت قبورهم اليوم مزاراً.
وفي عام 1404 هجرياً توجهت طائرتان حربيتان من إيران إلى مدينة الجبيل الصناعية لقصف وضرب المنشآت الحيوية فيها «مصنع بترو كيماويات»، وقد أسقطت القوات الجوية السعودية وصقورها البواسل طائرة واحدة، فيما لاذت الأخرى بالفرار. وفي حج عام 1406هـ حطت طائرة حجاج إيرانية، وعند تفتيشها من قِبل رجال الجمارك السعوديين تبيّن أن جميع ركابها الـ110 يخبئون في قاعدة حقائبهم مواد شديدة الانفجار، وبعد التحقيق معهم اعترفوا بأنهم كانوا يريدون تفجير الكعبة والحرم بكامله. وكان الهدف من هذه الأعمال التخريبية ترويع الآمنين، وأن المملكة العربية السعودية غير قادرة على إدارة المشاعر المقدسة.
وفي العام 1407 - 1987 حدثت الجريمة الأكبر والأشهر من بين تلك الجرائم التي وجدت استنكاراً عالمياً واسعاً؛ إذ قام أفراد من الحرس الثوري الإيراني بالتنسيق مع الحجاج الإيرانيين بالقيام بمظاهرات في موسم الحج، قصدوا منها قتل الحجاج، وتدمير الممتلكات، وإظهار الحكومة السعودية على أنها حكومة غير قادرة على تولي شؤون الحج والحجاج، وأنها تقتل حجاج بيت الله، وقاموا بعدد من الأعمال الغوغائية من تكسير وتخريب وإحراق العديد من المحال والسيارات في الأماكن المقدسة، وسد الطرقات؛ ما أدى إلى تعطيل الآلاف من الحجاج عن أداء مناسكهم؛ ما أدى إلى سقوط العشرات من النساء والأطفال والعجزة تحت أقدام المتظاهرين، وتصدى لهم رجال الأمن البواسل، وكان نتيجة تلك الأحداث والمدافعات مقتل 402 شخص (275 من الحجاج الإيرانيين، 85 من السعوديين ورجال الأمن و45 حاجاً من بلدان أخرى)، وإصابة 649 شخصاً (303 من الحجاج الإيرانيين، 145 من السعوديين و201 حاج من بلدان أخرى).
وفي 7/ 12/ 1407هـ، وبعد أحداث موسم حج عام 1407هـ مباشرة، هاجمت مجموعة كبيرة من الإيرانيين مقر سفارة المملكة في طهران، وقامت باحتلالها واحتجاز الدبلوماسيين السعوديين بداخلها، ومن ثم الاعتداء عليهم من قِبل بعض المجموعات.
وتأتي تفاصيل الاقتحام بأن مجموعة كبيرة، بلغت أعدادها الآلاف، قامت برشق السفارة بالحجارة والعصي، ثم تمكنوا من الدخول إلى فناء السفارة، وأحرقوا ثلاثاً من سيارات السفارة بعد تحطيمها بالكامل، واقتحموا بعد ذلك المكاتب، وأتلفوا غرفة الاتصالات والتلكس، وعبثوا بأوراقها، وأضرموا النيران في أثاث السفارة، بعد تحطيم نوافذها وأبوابها، وقاموا بضرب الدبلوماسيين الموجودين داخلها، ثم قاموا بخطفهم إلى جهات مجهولة لمدة أربع وعشرين ساعة، وأطلق سراحهم بعد ذلك بناء على المفاوضات بين الحكومتين.
وتم تشميع السفارة السعودية في طهران بواسطة الحرس الثوري، بعد أن أُزيل العلم السعودي، ورفع العلم الإيراني بدلاً منه.
ولقد نشر في حينه عن المؤامرة الإيرانية على المقدَّسات، وأن خطة الإيرانيين كانت كما يأتي:
أولاً: إغلاق أبواب الحرم ومنافذه على المصلِّين من الحجاج والمواطنين كخطوة أولى.
ثانياً: المناداة بالخميني إمامًا مقدَّسًا - حسب تعبيرهم - على المسلمين.
ثالثاً: إرغام الحجاج والمصلِّين على مبايعة رؤوس المؤامرة نيابة عن الخميني.
رابعاً: إعلان مدينة «قم الإيرانية» بلدًا مقدَّسًا يَحُجُّ إليه الجميع بدلاً من مكة المكرمة والمدينة المنورة وسائر المقدسات.
خامساً: قتل إمام الحرم المكي الشريف وأي عناصر تقاوم هذا الإجراء وتحول دون استمرارهم في المؤامرة.
سادساً: حرق أجزاء من الكعبة المشرفة إمعانًا في الإهانة للأمَّة الإسلامية، وإلحاق الأذى بكرامة المسلمين، وصرف المسلمين إلى غير الكعبة المشرَّفة.
وفي جريمة مرعبة، تقشعر لها الأبدان، وحصدت العدد الأكبر من الأرواح، وفي موسم حج عام 1410هـ، قام أفراد من حزب الله الكويتي الشيعي بإطلاق الغاز السام في نفق المعيصم، وكان فيه الآلاف من الحجاج؛ فراح ضحية تلك الأحداث أكثر من خمسة آلاف حاج، وأُصيب أكثر من عشرة آلاف. واعترف المجرمون بإلقائهم مواد كيماوية، سببت هذا العدد الكبير من الضحايا.
ولم تسلم الكويت من المؤامرات الإيرانية، وتعرض أميرها الشيخ جابر الصباح عام 1985 لمحاولة اغتيال فاشلة على يد انتحاري من حزب الدعوة العراقي المدعوم إيرانياً، واتهمت الكويت صراحة إيران بوقوفها خلف العملية بسبب وقوف الكويت مع العراق إبان حربه مع إيران.
والسيناريو نفسه يتكرر، وبطرق أخرى، في محاولة لتصدير (نموذج الثورة الإيرانية) إلى مصر، من خلال المحاولات المستميتة لفتح باب السياحة الدينية لبعض المقامات في مصر بغية تسجيل اختراق ثقافي أيديولوجي.
وقد كان للبيان الذي أصدرته وزارة الخارجية مؤخراً، وهو يحمل تفصيلاً كاملاً لسِجل النظام الإيراني العدواني الدموي الطائفي طوال العقود الأربعة الماضية، التي بدأت منذ اللحظات الأولى من وصول آية الله الخميني وزمرته لحكم دولة إيران عام 1979 م، مؤكداً وموثقاً لتلك الجرائم، أثره الكبير ووقعه الأليم على المواطنين العرب والسعوديين، خاصة من فئة الشباب الذين لم يعاصروا تلك الحقبة من عقد الثمانينيات، الذي شهد أكثر جرائم النظام الإيراني على مستوى العالم.
ففي تلك الحقبة من الثمانينيات مارست إيران شتى أنواع الإرهاب، سواء على أراضيها من خلال سفارات الدول، أو من خلال إنشاء المليشيات الإجرامية، كحزب الله في لبنان وحزب الله الحجاز؛ إذ مارست تلك المليشيات وبتخطيط ودعم مادي ولوجستي إيراني صريح شتى أنواع الإجرام، من قتل وخطف وتدمير.
وإزاء تلك التصرفات الرعناء من دولة إيران فقد صمتت المملكة العربية السعودية وهي الأكثر تضرراً، وغضت الطرف رغبة منها في أن يرعوي هذا النظام، ويعود لرشده, ولكن - للأسف - ما زاده حلم هذه البلاد وقيادتها الرشيدة والحكيمة إلا المزيد من الإيذاء والمزيد من الزعزعة لأمن المنطقة، حتى بات من الضرورة بمكان أن تكشف المملكة أوراق هذا النظام أمام العالم, وتحشد دول العالم ضده لمزيد من العزلة التي يعاني منها أصلاً بفعل تصرفاته الهوجاء والعدوانية مع أغلب دول الجوار.
ورغم أن إيران تحاول بغباء ظاهر التعتيم على جرائمها طوال هذه العقود، تارة بتنصلها من المسؤولية على الرغم من ثبوتها، وتارة بادعائها الدفاع عن نفسها، ولكن فإن تلك الجرائم قد تعدت حتى تخيل الإنسان لما يمكن أن يحدث من دولة تدعي أنها حامية للإسلام، وأنها الثورة التي جاءت لتعيد للعالم الإسلامي مجده المفقود!! ولك أن تتخيل أن أكثر من مليون شخص طوال هذه العقود الأربعة قضوا نتيجة إرهاب إيران!! لا شك من أن الرقم مخيف جداً، ولكن هل ارعوت إيران؟؟؟
ففي قراءة متأنية لبيان وزارة الخارجية، وما حمله من أرقام وحقائق مخيفة، لا شك ستجعل العالم والرأي العام العالمي مذهولاً من حقيقة هذا النظام الطائفي البغيض، ويتأكد بالثوابت والشواهد والدلائل الدامغة أن إيران لم تعد دولة, وإنما هي ثورة، تقودها عصابة من المجرمين. وهنا يجب أن يحدد ملالي إيران هل هم دولة أم عصابة من المجرمين القتلة. وقد جاء البيان ليوضح ويرصد أكثر الجرائم الإيرانية التي حدثت منذ قيام تلك العصابة، بما يسمى بالثورة الإيرانية. ومما جاء في البيان ما يأتي:
1- يُعتبر النظام الإيراني الدولة الأولى الراعية والداعمة للإرهاب في العالم؛ إذ أسست العديد من المنظمات الإرهابية الشيعية في الداخل (فيلق القدس وغيره)، وفي الخارج حزب الله في لبنان وحزب الله الحجاز وعصائب أهل الحق في العراق، وغيرهم الكثير، والعديد من المليشيات الطائفية في عدد من الدول، بما فيها الحوثيون في اليمن. وتم إدانتها من قبل الأمم المتحدة، وفرضت عليها عقوبات دولية، كما دعمت وتواطأت مع منظمات إرهابية أخرى، مثل القاعدة التي آوت عدداً من قياداتها، ولا يزال عدد منها في إيران.
2 - في العام 1982م تم اختطاف (96) مواطناً أجنبياً في لبنان، بينهم (25) أمريكياً، فيما يعرف بـأزمة الرهائن التي استمرت 10 سنوات. وجل عمليات الخطف قام بها حزب الله والجماعات المدعومة من إيران.
3- في العام 1983م تم تفجير السفارة الأمريكية في بيروت من قبل حزب الله في عملية دبرها النظام الإيراني، وتسبب بمقتل 63 شخصاً في السفارة.
4- في العام 1983م قام الإيراني الجنسية «إسماعيل عسكري»، الذي ينتمي للحرس الثوري، بتنفيذ عملية انتحارية في بيروت، دبرتها إيران على مقر مشاة البحرية الأمريكية، نجم عنها مقتل (241)، وجرح أكثر من (100) من أفراد البحرية والمدنيين الأمريكيين، التي وصفتها الصحافة الأمريكية بأكبر عدد يتعرض للقتل خارج ميادين القتال.
5- في العام 1983م تم تفجير مقر القوات الفرنسية في بيروت من قبل حزب الله، بالتزامن مع تفجير مقر القوات الأمريكية الذي نجم عنه مقتل 64 فرنسياً مدنياً وعسكرياً.
6- في العام 1983م قام عناصر من حزب الله وحزب الدعوة الشيعي المدعوم من إيران بمجموعة هجمات طالت السفارة الأمريكية والسفارة الفرنسية في الكويت ومصفاة للنفط وحياً سكنياً، نجم عنها مقتل (5) وجرح (8).
7- في العام 1983م تم قصف ناقلات النفط الكويتية في الخليج؛ ما اضطر تلك الناقلات لرفع العلم الأمريكي.
8- في العام 1984م قام حزب الله بهجوم على ملحق للسفارة الأمريكية في بيروت الشرقية، نتج منه مقتل (24)، بينهم أمريكيون.
9- في العام 1985م محاولة تفجير موكب سمو الشيخ جابر الأحمد الصباح أمير الكويت ـ رحمه الله ـ الذي نتج منه مقتل عسكريين وجرحى خليجيين.
10- في العام 1985م قام النظام الإيراني بتدبير عملية اختطاف طائرة خطوط (TWA)، واحتجاز 39 راكباً أمريكياً على متنها لمدة أسابيع، وقتل أحد أفراد البحرية الأمريكية فيها.
11- في العام 1986م قامت إيران بتحريض حجاجها للقيام بأعمال شغب في موسم الحج؛ ما نتج منه تدافع الحجاج ووفاة 300 شخص.
12- في العام 1987م تم إحراق ورشة بالمجمع النفطي برأس تنورة شرق السعودية من قِبل عناصر «حزب الله الحجاز» المدعوم من النظام الإيراني، وفي العام ذاته هجمت عناصر «حزب الله الحجاز» على شركة «صدف» بمدينة الجبيل الصناعية شرق السعودية.
13- في العام 1987م تورط النظام الإيراني في اغتيال الدبلوماسي السعودي مساعد الغامدي في طهران، وذلك في نفس العام الذي تم فيه إيقاف محاولة إيران لتهريب متفجرات مع حجاجها.
14- وفي العام 1987م تم الاعتداء أيضاً على القنصل السعودي في طهران رضا عبدالمحسن النزهة، ومن ثم اقتادته قوات الحرس الثوري الإيراني، واعتقلته قبل أن تفرج عنه بعد مفاوضات بين السعودية وإيران.
15- اختطاف وقتل عدد من الدبلوماسيين الأمريكيين في لبنان في الثمانينيات.
16- تورطت إيران في مجموعة من الاغتيالات للمعارضة الإيرانية، ففي العام 1989م اغتالت في فيينا عبدالرحمن قاسملو زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني ومساعده عبدالله آزار، وفي باريس عام 1991م قام الحرس الثوري الإيراني باغتيال شهبور باختيار آخر رئيس وزراء في إيران تحت حكم الشاه، وأودى بحياة رجل أمن فرنسي وسيدة فرنسية. وفي برلين عام 1992م اغتالت إيران الأمين العام للحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني صادق شرفكندي وثلاثة من مساعديه «فتاح عبدولي، هومايون اردلان ونوري دخردي».
17- في العام 1989م قام النظام الإيراني باختطاف وقتل عدد من الدبلوماسيين الأمريكيين في لبنان.
18- في الفترة من 1989م -1990م تورط النظام الإيراني في اغتيال 4 دبلوماسيين سعوديين في تايلاند، هم عبدالله المالكي، وعبدالله البصري، وفهد الباهلي، وأحمد السيف.
19- في العام 1992م تورط النظام الإيراني في تفجير مطعم ميكونوس في برلين؛ وأصدر المدعي العام الاتحادي الألماني مذكرة اعتقال بحق وزير الاستخبارات الإيراني علي فلاحيان بتهمة التخطيط والإشراف على تفجير المطعم وقتل (4) أكراد معارضين كانوا في المطعم وقت التفجير.
20- في العام 1994م ضلوع إيران في تفجيرات بيونس آيرس التي نجم منها مقتل أكثر من 85 شخصاً، وإصابة نحو 300 آخرين. وفي عام 2003م اعتقلت الشرطة البريطانية هادي بور السفير الإيراني السابق في الأرجنتين بتهمة التآمر لتنفيذ الهجوم.
21- في العام 1994م أصدرت الخارجية الفنزويلية بياناً صحفياً، يفيد بتورط 4 دبلوماسيين إيرانيين بشكل مباشر بالأحداث الخطرة التي جرت في مطار سيمون بوليفر الدولي بكراكاس، والتي كان هدفها إجبار اللاجئين الإيرانيين على العودة إلى بلادهم.
22- في العام 1996م تم تفجير أبراج سكنية في الخبر، الذي قام به ما يسمى بـ»حزب الله الحجاز» التابع للنظام الإيراني، ونجم عنه مقتل 120 شخصاً، من بينهم (19) من الجنسية الأمريكية، وتوفير الحماية لمرتكبيه، بمن فيهم المواطن السعودي أحمد المغسل الذي تم القبض عليه في عام 2015م وهو يحمل جواز سفر إيرانياً. وقد أشرف على العملية الإرهابية الملحق العسكري الإيراني لدى البحرين حينذاك، كما تم تدريب مرتكبي الجريمة في كل من لبنان وإيران، وتهريب المتفجرات من لبنان إلى المملكة عبر حزب الله. والأدلة على ذلك متوافرة لدى حكومة المملكة وحكومات عدد من الدول الصديقة.
23- توفير ملاذ آمن على أراضيها لعدد من زعامات القاعدة منذ العام 2001م، بمن فيهم سعد بن لادن، وسيف العدل، وآخرون، وذلك بعد هجمات 11 سبتمبر، ورفضها تسليمهم لبلدانهم رغم المطالبات المستمرة.
24- في العام 2003م تورط النظام الإيراني في تفجيرات الرياض بأوامر من أحد زعامات القاعدة في إيران، وما نجم عنها من مقتل العديد من المواطنين السعوديين والمقيمين الأجانب، ومن بينهم أمريكيون.
25- في العام 2003م تم إحباط مخطط إرهابي بدعم إيراني لتنفيذ أعمال تفجير في مملكة البحرين، والقبض على عناصر خلية إرهابية جديدة، كانت تتلقى الدعم من الحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني، وكذلك الحال في الكويت والإمارات العربية المتحدة، وفي أوقات متفرقة.
26- وفي العام 2003م كذلك دعم النظام الإيراني عناصر شيعية في العراق، وذلك بتشكيل أحزاب وجماعات موالية لها؛ ما أسفر عن مقتل (4400) جندي أمريكي وعشرات الآلاف من المدنيين، وبخاصة السُّنة العرب. ويقول السفير السابق في العراق جيمس جيفري إن القتلى الأمريكيين سقطوا بعمليات قامت بها جماعات تدعمها إيران مباشرة.
27- في العام 2006م قالت واشنطن إن إيران دعمت طالبان ضد القوات الأمريكية في أفغانستان، وإنها في محاولة لضرب الوجود الأمريكي على حدودها قامت بتسليح جماعات تختلف معها عرقياً وطائفياً، وإن النظام الإيراني خصص ألف دولار مكافأة عن كل جندي أمريكي يُقتل في أفغانستان.
28- في العام 2007م أصدر مجلس الشيوخ الأمريكي قراراً بتسمية الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية. هذا وقد تم توصيف هذه الجماعة من قِبل الرئيس جورج بوش والكونغرس وفق قواعد استرشادية صادرة بعد أحداث 11 سبتمبر 2001م.
29- في العام 2011م تورط النظام الإيراني في اغتيال الدبلوماسي السعودي حسن القحطاني في مدينة كراتشي.
30- في العام 2011م أحبطت الولايات المتحدة الأمريكية محاولة اغتيال السفير السعودي، وثبت تورط النظام الإيراني في تلك المحاولة، وحددت الشكوى الجنائية التي كُشف النقاب عنها في المحكمة الاتحادية في نيويورك اسم الشخصين الضالعين في المؤامرة، وهما منصور أربابسيار، الذي تم القبض عليه وإصدار حكم بسجنه 25 عاماً، والآخر غلام شكوري، وهو ضابط في الحرس الثوري الإيراني موجود في إيران، ومطلوب من القضاء الأمريكي.
31- في أكتوبر 2012م قام قراصنة إيرانيون تابعون للحرس الثوري الإيراني بهجمات إلكترونية ضد شركات النفط والغاز في السعودية والخليج. وزير الدفاع الأمريكي ليون بانيتا وصف الهجمات الإلكترونية بأنها الأكثر تدميراً بين الهجمات الإلكترونية في القطاع الخاص. إدارة الرئيس أوباما قالت إنها تدرك أن هذا من عمل الحكومة الإيرانية.
32- في العام 2012م تم الكشف عن مخطط لاغتيال مسؤولين ودبلوماسيين أمريكيين في باكو العاصمة الأذرية. المخطط كان وراءه جماعة شيعية في أذربيجان مدعومة من إيران، وتعمل بأوامر الحرس الثوري.
33- في العام 2016م أصدرت محكمة الجنايات الكويتية حكماً بإعدام اثنين من المدانين في القضية المعروفة بخلية العبدلي، أحدهما إيراني الجنسية، وذلك بتهم ارتكاب أفعال من شأنها المساس بوحدة وسلامة أراضي دولة الكويت، والسعي والتخابر مع إيران وحزب الله للقيام بأعمال عدائية.
34- في يناير 2016م اعترفت إيران رسمياً على لسان قائد الحرس الثوري الإيراني محمد علي جعفري بوجود (200) ألف مقاتل إيراني خارج بلادهم في (سوريا والعراق وأفغانستان وباكستان واليمن).
35- كما قامت البعثات الدبلوماسية الإيرانية بتشكيل شبكات تجسس في مختلف الدول التي يتم من خلالها تنفيذ الخطط والعمليات الإرهابية. ومن الدول التي اكتشفت وجود شبكات تجسس إيرانية على أراضيها: المملكة عام (2013م)، الكويت عامي (2010م، 2015م)، البحرين عامي (2010م، 2011م)، كينيا عام (2015م)، مصر في الأعوام (2005م، 2008م، 2011م)، الأردن عام (2015م)، اليمن عام (2012م)، الإمارات عام (2013م)، تركيا عام (2012م) ونيجيريا عام (2015م).
36- إضافة إلى حزب الله في لبنان، الذي وصفه نائب وزير الخارجية الأمريكية (ريتشارد ارميتاج) بأنه التنظيم الإرهابي الأول في العالم. وأسس النظام الإيراني العديد من الخلايا والمليشيات الإرهابية في العراق واليمن ودول أخرى، تستخدمها لزعزعة الأمن والاستقرار.
37- كذلك إدخال عناصر الحرس الثوري للعراق لتدريب وتنظيم المليشيات الشيعية، واستخدامه لقتل أبناء الطائفة السنية والقوات الدولية.
38- النظام الإيراني أكبر موزع متفجرات IED في العالم، التي تستخدم لتفجير السيارات والعربات المدرعة، وتسببت في قتل المئات من عناصر القوات الدولية في العراق.
39- النظام الإيراني هو الأول بسجل حافل لانتهاك حرمة البعثات الدبلوماسية منذ اقتحام السفارة الأمريكية في العام 1979 واحتجاز منسوبيها لمدة 444 يوماً، تلاها الاعتداء على السفارة السعودية عام 1987م، والاعتداء على السفارة الكويتية عام 1987م، والاعتداء على السفارة الروسية عام 1988م، والاعتداء على دبلوماسي كويتي عام 2007م، والاعتداء على السفارة الباكستانية عام 2009م، والاعتداء على السفارة البريطانية عام 2011م، وآخرها الاعتداء على سفارة المملكة العربية السعودية بطهران وقنصليتها في مشهد 2016م.