فهد بن جليد
سابقاً ارتبط ارتداء (البيجاما) في مجتمعاتنا الخليجية (بشهر العسل)، ولوازم (العريس)، أما اليوم فقد نجح الخليجيون في إدخال استخدام جديد (للبيجاما) حتى في أوروبا، على طريقة (السروال والفانيلة) في ثقافتنا، فمواقع التواصل الاجتماعية الغربية تمتلئ صيفاً وشتاءً بصور (سياح خليجيين) يتجولون (بملابس النوم) في أماكن ومعالم سياحية شهيرة، دون اكتراث من نظرة الناس؟!.
التمدن والتحضّر لا يرتبط بكثرة (الفلوس) إطلاقاً، بدليل مُشاهدة رجال أعمال ومشاهير يجلسون في (لوبي فندق)، أو يتناولون الإفطار في مطعم الفندق (بالبيجاما) أو (بالروب), بل إنّ بعضهم يحرص على ارتداء حتى أحذية الفندق (القماشية) اعتقاداً أنّ هذا جزء من (قواعد اللعبة)، على طريقة استغلال كل الموارد المُتاحة بطريقة صحيحة !.
لبس بعض المبتعثين السعوديين أيضاً للبيجاما في أوقات الراحة، يجعلهم في مرمى أسهم وتعليقات (العيارين من زملائهم) ، وكأنه مطلوب منهم ارتداء ملابس رسمية طوال الـ 24 ساعة، وهذا أمر غير ممكن بالطبع، لتطاردهم التعليقات، فبدلاً من لقب (أبو سروال وفانيلة) الشهير، أصبح لقب (أبو بيجاما) مُتداولاً!.
القضية ثارت مؤخراً في الغرب، ففي بريطانيا اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي بتعليقات مُتباينة، حول رسالة بعثتها مديرة (أكاديمية بارك الابتدائية) تُطالب فيها أولياء الأمور بالتوقف عن ارتداء (البيجاما) عند توصيل الطلاب صباحاً !.
الرسالة تحوّلت إلى قضية (رأي عام) حول حرية اللبس والتدخل في الشؤون الداخلية، (المديرة) علّقت لاحقاً أنّ بعض الطلاب يشعرون بالحرج بسبب نظرة وتهكم زملائهم على بيجامات الأمهات وشعورهن (الشعث) صباحاً - نسأل الله السلامة - الأمر ذاته يتكرر لدينا بمجرد رؤيتك لما يرتاده الآباء من ملابس عند توصيل أبنائهم، والأمر هو تساهل بعض السائقين في ارتداء (الوزّرة أو الفوطة)، بحجة أنّ المشوار قصير، مع غياب المُحاسبة أو المُسألة، مع عدم معرفة الوالدين أصلاً؟!.
من الأخبار السيئة أنّ (موضة البيجاما) ستعود هذا العام لتتربع على عرش خطوط موضة 2016م، وكان الله في عوننا على تحمل بعض (المناظر المُزعجة)؟!.
وعلى دروب الخير نلتقي.