سعد بن عبدالقادر القويعي
في سياق توسيع دائرة الأعمال الدموية، وبعمل إرهابي بغيض، جاء استهداف مسجد الإمام الرضا في حي محاسن بالأحساء، والذي خلّف ضحايا أبرياء؛ ليؤكد عدم استثناء بيوت العبادة - مرة بعد مرة -، والجرأة على قتل المصلين فيها بهكذا عمليات إرهابية.
كما استهدفت بالمقام الأول أمن السعودية، واستقرارها ؛ من أجل خلط الأوراق الإقليمية، ومحاولة إذكاء صراعات مذهبية، كإشعال التوترات الطائفية بين السنّة، والشيعة، والتي لا وجود لها في نسيج الواقع الديني، والاجتماعي السعودي.
استراتيجية العملية الإرهابية، وهدفها واحد، ما يدل على أنّ العمل الإجرامي المدان، يطرح أكثر من علامة استفهام عن بواعثه الطائفية، واستخدامه كسلاحٍ سياسي، وعنفي، تخفي تنسيقاً باطنياً في استدراج المنطقة إلى أتون حرب طائفية تضعف المجتمعات، والدول، مما يسهّل عليهما السيطرة عليها، - إضافة - إلى تدشين حضوره من خلال هجمات دامية تتنقل من مرحلة استهداف القوات، والمنشآت الحكومية، ومصالح الدول الخارجية إلى استهداف أماكن عامة مرتبطة مباشرة بالمجتمع .
منهجية استباق التفاعلات، تؤكد بأنّ منفذي الهجوم قصدوا التوقيت، والمكان - معاً - ؛ بهدف تفجير الأوضاع طائفياً، إذ ليس أشد من جهل أصحاب هذا المقصد الدنيء إلا شدة إجرامهم، واستخفافهم بالأرواح، والدماء، وخلق فتنة بين أبناء الوطن الواحد؛ لتفكيك اللحمة الوطنية، وتكريس الطائفية فيه عملياً، مما يصب في مصلحة إيران، والجماعات الإرهابية.
ستبقى الجماعات المتطرفة في قائمة القوائم الإرهابية المطلوبة دولياً، وسيظل تجريمها قائماً لكل من شارك في أعمال قتالية، أو الانتماء لها، أو تأييدها، أو تبني فكرها، أو منهجها - بأي صورة كانت -، حتى لو بالتعاطف معها، أو الترويج لها بالقول، أو الكتابة - بأي طريقة -؛ الأمر الذي يستلزم تأمين الجبهة الداخلية من أي أعمال عنف، ومحاربة الجماعات الإرهابية خارج حدود المملكة، والتي تعتبر هي استراتيجية حققت نجاحات ملموسة، وذلك بسبب الكشف عن الوجه الخبيث لهذه المخططات الإيرانية - الداعشية، والتي يشترك فيها كل من الولي الفقيه، وداعش من حيث الرؤية، والأهداف؛ لتعمل الأجهزة السعودية بوتيرة متسارعة؛ للسيطرة عليها، وقص أجنحتها - بكل الطرق الممكنة -.