صيغة الشمري
يختلف إحساسك بفجيعة الأحداث الإرهابية وتفاعلك معها عندما يكون أحد الضحايا زميلاً لك في العمل ويتمتع بدماثة خلق تجعلك تشعر بضيق وصعوبة في أول يوم دوام دون وجوده، تقف أمام مكتبه الخالي متسائلاً ما هو ذنبك أيها الزميل، تُختطف من عملك وحياتك وأسرتك؟! تشعر بهول وفداحة ما يفعله الإرهابيون بمجتمعك وبلادك وبك عندما تختطف شظية عفنة من شظاياهم روح زميل أو قريب في أبشع صور الاحتطاب الجائر للأرواح!
يا لها من مفارقة مبكية وعجيبة أن يقوم شرذمة من أصحاب فكر مختل وعديمي ضمير ومسؤولية بقتل أحد رجال المسؤولية الاجتماعية في البنوك السعودية الأستاذ ماهر، صورة من أبشع وأقذر صور العبث والدموية والانسلاخ من الآدمية.
لم يعد يخفى على أحد نيات مفجري المساجد ودور العبادة، هذا هو السيناريو الإيراني المفضل منذ عقود من الزمن في لبنان، جعلت اللبنانيين يقاتل شيعتهم سنتهم لربع قرن من الزمن حتى انتصر الشعب اللبناني للحياة ضد الموت واكتشف أغلبهم المخطط الإيراني واختاروا الدولة بدلاً من حكم المذهب عدا عسكر حزب الله الذين يقبضون رواتباً من إيران لاعتبارهم عسكراً من عساكر الحرس الثوري الإيراني، كما يتضح السيناريو الإيراني جلياً في العراق حيث تدعم مفجري المساجد من الطرفين باعتراف أحد قادة الشيعة أنفسهم، وسوريا كذلك، وها هي دول الخليج تواجه مخططات إيران في محاولاتهم إشعال فتنة بين السنة والشيعة عن طريق تفجير المساجد، وإشعال حروب مذهبية لإضعاف عمق ومتانة الدولة، حيث توعز لأتباعها بالتحريض على الدولة وزعزعة الانتماء إليها وإعلان الانتماء للمذهب. خلاصة القول ليس لمفجري المساجد ودور العبادة سوى إشعال حرب مذهبية بين أفراد شعب الدولة الواحدة، وهو هدف حقير وساذج ليس أسذج منه وأحقر سوى من يصدق به وينجرف معه!
لم يعد خالياً على القاصي والداني الأساليب الإيرانية في نشر الإرهاب وزعزعة استقرار الدول عن طريق البلطجة المذهبية وتفجير الطائرات والخطف. من العيب والغباء أن نتبع مخططات دولة إرهابية مثل إيران تستخدم الساذجين منا كحطب النار، يجب أن نقف كأفراد شعب صفاً واحداً وجنباً بجنب مع أجهزتنا الأمنية ونوقف هذا المخطط الإيراني السخيف الذي يلعب على الحانقين من الطرفين. في أوروبا هناك ملايين السنة والشيعة يعيشون برخاء ويمارسون عبادتهم في مصلى واحد ولم يحدث بينهم أي جريمة قتل، لأن إيران لا تستطيع اللعب بذيلها هناك! أرجو منكم يا عرب لبنان والعراق وسوريا والخليج أفيقوا قبل أن تندموا بعد شرب كأس السم الفارسي!