سعد الدوسري
في حلقة الأسبوع الماضي من برنامج «حديث قبل الحادث» للزميل صلاح الغيدان، أشار العقيد علي القحطاني، مدير إدارة السير بمرور الرياض، للمقترح الذي يتجدد كل يوم في مقالات الكتاب المعنيين بالشأن الاجتماعي، ألا وهو تخصيص مادة للثقافة المرورية في مناهج المرحلة الابتدائية. وكانت الإشارة في سياق الأرقام التي ذكرها لعدد المخالفين للقواعد المرورية، من كل الشرائح، ابتداءً من طلبة المدارس وحتى الأطباء وأساتذة الجامعات، مما يدل على أن الأزمة هي أزمة ثقافة، أكثر من أي شيء آخر.
إذاً، نحن أمام سؤالين صعبين جداً:
السؤال الأول: أين مناهج أطفالنا من الثقافة المرورية؟!
السؤال الثاني: أين المرور؟!
وبين هذين السؤالين، نفقد حوالي 8000 ضحية سنوياً، دون أن تقشعر الأبدان لهذا الرقم المروع، وكيف تقشعر الأبدان ومساجد المملكة تصلي كل يوم على عشرين ميتاً في حادث مروري مختلف، إما دهساً أو انقلاباً أو تصادماً أو حرقاً، وتدعو بالشفاء لأكثر من 65 ألف مصاب مروري سنوياً في المستشفيات؟!
بين هذين السؤالين، يجب أن نقف وقفة مختلفة عن كل الوقفات التي مضت، وذلك عبر كل المؤسسات الرسمية، ابتداءً من مجلس الشؤون الأمنية ومجلس شؤون التنمية، مروراً بشعبة الخبراء ومجلس الشورى، فخلال عشر سنوات، نفقد حوالي 80 ألف شاب، كان من الممكن أن يكونوا جيشاً عسكرياً أو اقتصادياً، لا مثيل له.