سعد بن عبدالقادر القويعي
تعتبر ورقة وزارة الخارجية السعودية حول الحقائق المدعومة بالأرقام، والتواريخ، التي وضحت حقيقة سياسات إيران العدوانية -على مدى 35 عاماً-، ودحضت الأكاذيب المستمرة التي يروجها نظام طهران، بما فيها مقال وزير خارجيته لصحيفة النيويورك تايمز، ورسالته للأمين العام للأمم المتحدة -قبل أيام-، نقلة نوعية، واستراتيجية في دبلوماسية الدفاع السعودية، وذلك في ظل التحديات الإقليمية؛ كونها تفضح المخطط الإيراني الإرهابي، الذي استهدفت به طهران زعزعة الأمن، والاستقرار في دول المنطقة، وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية.
إيران هي راعية الإرهاب العالمي بلا منازع -في عصرنا الحديث-، إذ يرجع استخدام هذا الملف الأسود كأحد أدوات السياسة الخارجية إلى فترة قيام الثورة الإسلامية عام 1979م؛ نتيجة لحسابات جيوسياسية إيرانية، واستمراراً لعدائها المستمر تجاه دول الخليج السنية، التي تأتي في رأس القائمة؛ رغبة في الانتقام. الأمر الذي يحق تصنيفه قانوناً، بأن أعمالها الإرهابية تندرج ضمن جرائم حرب ضد الإنسانية، -وبالتالي- يجب أن توضع إيران في المقياس الدولي كدولة راعية للإرهاب؛ لتندرج ضمن الجماعات الإرهابية الأخرى في العالم.
كانت إيران، ولا تزال مصدر الإرهاب، والدولة الراعية لصناعة الفوضى، والأزمات في المنطقة. بل إن التقارير الدولية تشير إلى أن الحكومة الإيرانية لا تحترم القوانين، ولا المواثيق الدولية، ولا تقيم أي وزن للأعراف الدبلوماسية. كما أنها تتمسك بدعم الإرهاب بمختلف أشكاله، وصوره، وتمويله، وتدريب التنظيمات الإرهابية، واستخدامها لزعزعة الأمن، والاستقرار في دول الخليج العربي، والهيمنة على المنطقة العربية -بأسرها- من العراق إلى اليمن، ومن سوريا، ولبنان إلى ليبيا، وهذا ما يوضح سبب عزلتها عن المجتمع الدولي.
حسنا، إذا كانت إيران تعمل على أجندة معادية للإسلام، والمسلمين بتفريق الأمة؛ لتذهب ريحها، وقوتها، وتخسر تماسكها، فإن فضح المخططات الإيرانية، وأهدافها الإرهابية، يعد مسألة جد هامة، ليس في مواجهة الخطر الإيراني -فحسب-، وإنما لحماية الأمن القومي العربي من أي محاولة خارجية مشابهة. كما أن العمل على رصد التحركات الإرهابية الإيرانية؛ من أجل المساهمة في حماية بلداننا من الشر الطائفي الإيراني المجوسي، هو خطوة في المسار الصحيح، في تقديم كل ما نستطيع لمنع التوسع الإيراني على حساب المصالح الدولية في المنطقة.
كل الانتهاكات، والجرائم الصادرة من النظام الإيراني، وأعوانه في المنطقة، -وخصوصاً- سياسة الإرهاب المتصاعد القادمة من هذا النظام، ومليشياته التي تقف وراء الإرهاب العالمي، ولا تحترم الشرعية، والاتفاقيات الدولية، تعمل على ضرب القانون الدولي الإنساني، والأمن، والاستقرار العالمي بعرض الحائط. وما دام هذا النظام المعادي للإنسانية قائماً على السلطة في إيران، فإنه لن يتخلى عن تصدير الإرهاب، والتطرف، وإثارة الحروب في دول المنطقة.