فهد بن جليد
عندما تعلن وزارة الداخلية أن (جندياً) من قوات الطوارئ الخاصة بعسير قد خان الأمانة المُلقاة على عاتقة، وغدر بزملائه بكل خسّة ودناءة، مُنقاداً ومُتأثراً بأفكار (عمه الإرهابي)، ليكون أحد عناصر الخلية التي فجرت (مسجد الطوارئ بعسير)، فإن هذا أكبر دليل على مدى (الشفافية) و(الصدق) اللذين تتعامل بهما الوزارة مع الرأي العام السعودي والعالمي فيما يخص آفة الإرهاب!.
ليست هذه المرة الأولى التي تُثبت فيها وزارة الداخلية أنها تتعامل بكل شفافية، فقد كان بإمكانها أن لا تذكر أن أحد (جنودها) خان الأمانة وانضم إلى زمرّة الإرهابيين، ليسهل جريمتهم مُستغلاً موقعه، ولم يكن هناك من سيعلم بالأمر؟!.
المواطن السعودي لم يُفاجأ بمثل هذه الشفافية في التعامل من جهازه الأمني، بعكس بعض الأجهزة الأمنية في بعض البلدان (الطائفية) التي تتعامل مع مواطنيها (بتعتيم)، وتسعى لجعل المواطن مُغيباً عن الحقيقية !.
في المقطع المُتداول يوم الجمعة الماضي عند القبض على (الإرهابي الثاني) في الأحساء، وبينما كان رجال الأمن يعرضون حياتهم للخطر من أجل حماية المصلين، خرج صوت أحدهم يقول (صوّروه لا يغيرونه)، أي صوروا الإرهابي حتى لا يتم استبداله (بشخص آخر) ؟!.
ما سمعناه ليس سوى نتيجة التأثر (بقصص وخزعبلات) يروج لها أعداء الوطن، و يتلقفها أذنابهم عبر شبكات التواصل، أو في بعض المجالس المُغلقة للتشكيك في قدرة الأمن السعودي، وتسطير الأكاذيب من نسج الأفكار الشاذة، وللأسف هناك من يُغرر به ليتأثر بمثل هذه الأقاويل الكاذبة بحق رجل الأمن السعودي، وبحق الجهاز الأمني !.
لا يهمني صاحب المقولة، فحتماً أنه تأكد يوم أمس أن الإرهابي الذي كشفت الداخلية عن هويته ( طلحة هشام محمد عبده) هو ذاته الإرهابي الذي قُبض عليه في الأحساء، ما يهمني حقاً هو هل شاهد كل من سمع ذلك (المقطع المُشكك) بيان الداخلية حول تفاصيل تفجير مسجد الطوارئ بعسير؟!.
لا يمكن لجهاز أمني يعمل بكل احترافية وشفافية ليكشف تورط أحد (أفراده) في عمل إرهابي، أن يُزيّف في شخصيات المُجرمين - كما يعتقد أصحاب العقول المريضة -!.
وعلى دروب الخير نلتقي.