ناهد باشطح
فاصلة:
(( الحكمة لا يمكن تعلمها، إنها تتلألأ في نجمك))
- حكمة عالمية -
لو أننا في مواقفنا تجاه الآخر كنا للحظة في مكانه لربما اختلفت أحكامنا على الآخرين، لربما تفهمنا موقفهم بشكل عادل.
الممثل الأمريكي «ريتشارد جير» جرب أن يكون متشرداً ليوم واحد أحس بمعنى إهمال المارة ونظرات احتقارهم له، لم يحظ إلا ببعض الطعام من امرأة واحدة. قرر الممثل بعد هذه التجربة أن يقدم طعاماً ومائة دولار لكل متشرد إذ لم يكن سهلاً على الممثل أن يعيش يوماً واحداً وهو مشرد!!
لطالما تمنيت في أي مناقشة حول مواقف الشخصيات العامة أن نضع نفسنا مكان هذه الشخصية قبل إصدار الأحكام عليها مع أنني أرفض تماماً إصدار حكم على الآخر لمجرد أنه مختلف عني في التفكير أو أن سلوكه لم يعجبني لأن هذا يعني تنصيب نفسي ما لا أملكه ولا يملكه أحد من البشر فالحكم لله.
الشخصيات العامة بشر يمكن أن يصيبوا ويمكن أن يخطئوا لكنهم يدفعون ضريبة الشهرة حين يصدر عنهم أي سلوك لافت للمجتمع حيث يدخلون في دائرة الفضائح، ومع ثورة تكنولوجيا الإعلام لم تعد الفضائح قاصرة على جمهور محدد بل يمكن أن تتجاوز بسهولة حدود بلدنا إلى بلدان أخرى.
وحينها نصبح جميعاً جلادين نطبق الحكم الذي أصدرناه، مع أن الحكم على الآخرين عملية تنقص من قدر الإنسان أمام ذاته فلا يحق لأحد مهما كان أن يحكم على دين الآخر أو شخصيته أو ثقافته أو حياته أو أي شيء يتعلق به فمهما كانت درجة صلتنا بالآخر إلا أننا مختلفين عن بعضنا البعض.
والنسخة المختلفة ليست بالضرورة أن تكون النسخة التي فيها عيوب لأنها لا تشبهنا.
والسلوك اللافت الذي لم يعجبنا لا يوجد لدينا أي ضمان بأننا لن نفعله يوما ما، لذلك تخيل لدقائق أنك في مكان الشخص الذي قررت أن تصدر عليه حكمك ثم قرر هل تنطق بالحكم أم تصمت.