ناهد باشطح
فاصلة:
(الناس صنفان: إما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق)
- الإمام علي رضي الله عنه-
لماذا نقع في التعميم ولماذا نحكم على الآخر؟
في تاريخنا الطفولي للأسف لم نتعلم قيمة إلا أن نحكم على الناس بل تعلمنا أن نقصيهم إذا لم يكونوا مشابهين لنا.
فكرة اختلاف البشر موجودة منذ القدم، لكن قبولنا للاختلاف هو المطلوب لأجل السلام الداخلي والتعايش.
علمياً لدماغنا طبقات ثلاث يحددها الباحث علاء السيد.
أولها وأصغرها وأقدمها هو في المركز ويدعى دماغ الزواحف وهو مسؤول عن الانفعالات السريعة وردات الفعل دون تفكير.
ثاني هذه الطبقات هي دماغ الثدييات وهو مسؤول عن العواطف والتعاطف التي نجدها عند الحيوانات الثديية بشكل أكبر من الزواحف لكنها لم ترتق إلى مستوى الإنسان.
ثالث هذه الطبقات هي دماغ البشر وهي قشرة الدماغ الرمادية الحاوية على أجسام الخلايا العصبية التي مهمتها التفكير الهادئ والرحمة.
التأمل ومراقبة الجسد والفكر والعواطف هي أهم طريقة لتشغيل هذه الطبقات بتناغم، أنت لا تستطيع أن تنفصل عن عالم مليء بالضجيج إلا حين تقرر أن تجعل التأمل ممارسة حياتية توقف من خلالها الأفكار المتدفقة في رأسك.
وفي حالة الحكم على الآخر فالأمر يبتدئ بظنون تتحول إلى حكم بينما نحن لا نملك القدرة على الحكم الصحيح لأن ما نعرفه عن الآخر هو معلومات جعلناها انطباعات. لكي تتقن مهارة ألا تحكم على الآخر تحتاج إلى مستوى من الوعي يستطيع التأمل أن يحققه لك.
يقول «ديباك شوبرا»: (ابتعد حتى عن الحكم على نفسك حتى تصل إلى مرحلة من الوعي توقف فيها الحكم على الآخر) وهو يعني أن الوعي هو ما يجعلك تنشغل بنفسك عن الآخر وتلك راحة داخلية عظيمة عند ما لا تنصب نفسك حكماً للآخر.