فهد بن جليد
امتعض أحد المجتمعات العربية هذا الأسبوع؛ بسبب إعلان وظائف نسائية (لعاملات) في محطة بنزين، بذريعة مُخالفته للعادات والتقاليد، وفي الوقت ذاته، تقدمت نساء لشغل الوظائف بعد تعهد الشركة بدفع رواتب جيدة، وتقديم ضمان طبي وتقاعد، وحراسات ورقابة تضمن حمايتهن من (التحرش أو الخطر) أثناء العمل!.
ما لا يعرفه الكثيرون أنَّ العادات والتقاليد في كل المجتمعات (كائن حي) تتكيّف مع تغيرات وتطورات العصر بما يضمن راحة ومصالح الناس؟!.
في عام 2007م قدمتُ تقريراً تلفزيونياً عن (فتيات سعوديات) افتتحن في (المنطقة الشرقية) أول ورشة نسائية لصيانة أجهزة الجوال والكمبيوتر، في حينه أذكر أنني تلقيت (سيلاً من الشتائم)، اليوم هناك (عشرات الفرق) والمشاريع المُشابهة!.
في العام نفسه تقريباً، كشفتُ كيف تدير فتيات في القصيم (أول مقهى نسائي) في المملكة، ولم أسلم أيضاً من الاتهامات، والقذف، والسب، والشتم، الذي مازال (العم قوقل) مُحتفظاً ببعضه حتى الآن، لك أن تتخيل عدد (المقاهي النسائية) اليوم؟!.
في عام 2009م، قمت بتغطية افتتاح أول مغسلة ملابس في المملكة تديرها 5 نساء، مشروع يكفل دخلاً جيداً لأسرة مُحتاجة للعمل، وقام بتمويله صندوق الأمير سلطان لدعم المشاريع الصغيرة، ومن يقوم باستقبال الملابس هو ابن صاحبة المشروع، ومع ذلك أيضاً لم يعجب الأمر البعض!.
لا تسألني عن مُسميات تصاريح المشاريع السابقة؟ فقد عجزت بعض الأنظمة حتى عن تسميتها (باسمها الصحيح)؛ بسبب العادات والتقاليد!.
مؤخراً قالت وزارة العمل إنَّ هناك 120 ألف سعودية يعملنَّ في مجال (المقاولات، والتشييد، والبناء)، واستدركت لاحقاً أنَّ عددهن فاق الـ137 ألفاً، وأنَّ أكثر من نصفهن يشغلن مهناً (كتابية وإدارية)، رغم علمنا وثقتنا بحرص الوزارة على اختيار وظائف تناسب طبيعة المرأة السعودية!.
بكل بساطة هي (أزمة المُسميات)، فكلما خجلت من ذكر (مُسمى وظيفتك)؟ فأنت غارق في العادات والتقاليد!.
وعلى دروب الخير نلتقي.