علي عبدالله المفضي
ونحن نعيش هذه الأيام الانطلاقة الثلاثين للمهرجان الوطني للتراث والثقافة نتوقع أن يتساءل من لا يدرك الهدف الرائع من إيجاد مهرجان سنوي، وليس أبلغ من الرد عليه من هذه الجموع الغفيرة من مرتادي المهرجان وترقبهم سنوياً لموسمه الذي يُعد حدثاً مهماً في حياة كثير من الناس، فهو البوابة الذهبية إلى صفحة الماضي الأصيل والحاضر الزاهر، وإثبات أن أبناء هذه الأرض الطاهرة بحضارتهم الممتدة والمتجددة قادرون وبجدارة - بعد توفيق من الله - على هزيمة العجز والمستحيل وتحقيق النجاحات المتتالية بما يخدم متطلبات حياتهم اليومية.
وأن المنصف يرى أن هذا النجاح قد تخطى المحلية إلى الامتداد خارج حدود الوطن بالنتاج المتميز في الصناعة والتجارة والثقافة والعلم، وبأن أبناء الوطن الأبطال قد أبدعوا في كل طريق يسلكونه رغبة في الخير لهم للبشرية جمعاء انطلاقاً من سمو رسالة دينهم الذي أنار العقول والأرواح والبصائر ونقل العالم من الظلمات إلى النور.
ونسمع كثيراً مطالبة أبناء الوطن بجعل مناسبة الجنادرية سنوية وفي أكثر من منطقة أو من يطالب أن يكون المهرجان مفتوحاً على مدار العام، وما حرص كثير من الدول الشقيقة والصديقة على عرض تراثها وأدبها وفلكلورها وحضارتها وحاضرها إلا دليل مبهج على نجاح المهرجان المطّرد والمتجدد.