ناهد باشطح
فاصلة:
((ليس ثمة طريقة وحيدة لدراسة الأمور))
-حكمة يونانية -
موقع يوتيوب الذي تأسس في 2005 ويحصد ملايين المتابعات لبعض مقاطعه يدلل على اهتمام الناس باكتساب المعلومات بواسطة الصور كما يؤكد قوة تأثير الصورة المتحركة.
الإشكالية ليست في إقبال الناس على الصور المتحركة ولكن على عدم الوعي في المساهمة في انتشار مقاطع الفيديو دون إدراك حجم تأثيرها.
على سبيل المثال، انتشر في الأيام الماضية في برنامج «واتس اب» مقطع فيديو يحتوي على صور متحركة دون تعليق لفظي، يظهر المقطع العامل يسير ثم فجأة يعتدي على امرأة يزيحها عن طريقه بقوة لتسقط عن الأرض رغم أنهما لم يكونا مثلاً في موقف اتصال بنقاش أو سواه، ثم يظهر المقطع رجل الأمن وهو يمسك به ثم تجمع الرجال وضربه لينتهي المقطع.
مما لا شك فيه أن مقطعا كهذا يمكن أن يحدث تأثيراً بالغاً على المتلقي والأرجح أنه تأثير عاطفي وانفعال وتعاطف مع المرأة واعتراض على سلوك الرجل العنيف.
الذي أود قوله، إن الصورة ليست دائما تكشف الحقيقة وهناك تحيز تظهره الصور حسب ثقافة المصور ولذلك تختلف قراءة الصور حسب وعي المتلقي ولا يمكن الجزم بأن المحتوى حقيقي إنما التأثير البصري من يجعلنا نعتقد ذلك.
بينما يمكن أن يتعاطف البعض مع المرأة ويؤيد ضرب الرجل يمكن للبعض الآخر أن يستنكر ضرب الرجل حتى وإن أخطأ إذ لا بد من اتباع االقوانين المؤسسة لحماية الناس ولا يحق لأي إنسان معاقبة آخر بالضرب.
نحن لا نعرف التفاصيل وهل الرجل يعرف هذه المرأة وتعمد إيذاءها أم أن سلوكه طائش ويريد إزاحة أي إنسان عن طريقه!!
من هنا أتساءل عن هدف الشخص الذي قام بنشر هذا المقطع؟ حتى دون تعليق بمعنى أن المعلومات ناقصة.
إن لدى الإنسان عقلاً بصرياً يترجم الصور ولدينا نظام علاقات لتفسير الصور يمثل قاعدة بصرية Visual Rule وبالتالي يعتمد المتلقي في قراءة الصورة على تراسل الحواس وليس الإدراك المباشر وهنا تتمثل خطورة إرسال بعض المقاطع التي يمكن أن تثير الفتن وتؤجج بعض المفاهيم والقيم اللا سوية لذلك من المهم أن يسأل المتلقي نفسه قبل عملية الإرسال ما هو هدفي من نشر هذا المقطع؟ إن نشر النصوص والصور أمانة قبل أن تكون رسالة تصل للمتلقي فتأثيرها أنها تؤدلج المتلقي ليتحول إلى متلقٍ سلبي لها ويتبنى رسالتها كحقيقة لا تقبل الجدل وهنا تكمن خطورتها.