عبد الكريم الجاسر
** نجح الهلال في الجولة الماضية بتجاوز مطب الفتح المدعم بقرارات تحكيمية معتادة من الحكم فهد المرداسي ضد الهلال، ليخرج الزعيم بتعادل بطعم الانتصار في ظل ظروف غير طبيعية تعرض لها في المباراة.. بدءاً بالمستوى والروح الكبيرين اللذين ظهر بهما الفتح في المباراة ومروراً بالأخطاء غير الطبيعية التي ارتكبها الحكم الدولي فهد المرداسي ضد الفريق الأزرق كعادته في مباريات الهلال.. مصحوباً بالتألق والتوفيق غير العادي الذي كان عليه البرازيلي المكير إلتون وعودته فجأة لمستوياته الرائعة التي كان يقدمها قبل موسمين.. وانتهاءً بسوء حظ قوي لازم لاعبي الهلال في استثمار الفرص السهلة وضياع كمّ كبير من الأهداف جاءت ترجمة للتفوق المطلق للهلال في المباراة وتسيده اللعب بنسبة تجاوزت الـ70 في المائة، مقابل نسبة ضعيفة جداً للفتح، أضف إلى ذلك مساهمة الحكم المباشرة في تقدم الفتح مرتين على الهلال لتصل النتيجة لـ2-صفر وهي كافية لإحباط معنويات أي فريق لكن الزعيم ولاعبيه كانوا عند حسن الظن وتفوقوا على الحكم والخصم ونجحوا في العودة أمام فريق منظم دفاعياً ومتقدم بالنتيجة، ويملك خط دفاع قوي لاعبوه طوال القامة وحارس مرمى متألق من الصعب جداً الوصول لمرماه في ظل أوضاع المباراة المعاندة تماماً للهلال، ومع ذلك نجح الهلال في التسجيل ثلاث مرات والعودة للمباراة، وأثبت لاعبوه فعلاً أنهم يملكون أعصاباً فولاذية وإرادة قوية لتحقيق اللقب وإصراراً رائعاً مكّنهم من الحفاظ على رابطة جأشهم واللعب لآخر دقيقة. وهذه بحد ذاتها مكسب كبير للهلاليين وتأكيد جديد على أن لديهم فريقاً قوياً عازماً على تحقيق اللقب ويعمل لاعبوه جاهدين للفوز به وأكثر ما يحتاجون إليه دعم جماهيرهم ووقوفهم خلفهم وثقتهم بهم وبالعمل المقدم سواء من الإدارة أو المدربين أو اللاعبين وإن لم يظهر بعضهم بالمستوى المطلوب، لأن هذا أمر طبيعي، فلو أن الجميع في كل المباريات كانوا في أفضل حالاتهم لفقدت الكرة شيئاً من إثارتها وطبيعتها لأنها بالتالي ستكون معلومة النتائج والتوقعات.
** إذاً الهلال كان كبيراً أمام الفتح رغم التعادل الذي نعترف جميعاً أنه كان قاسياً ومحبطاً للطموحات الباحثة عن حسم اللقب والابتعاد في الصدارة، إلا أن هذا يعد من طبيعة كرة القدم، خصوصاً إذا ما قدم الكل أفضل ما لديهم وأعطوا انطباعهم أن الهدف واضح والرغبة أكيدة وخسروا أو تعادلوا بشرف كما يقال، عندها يجب الوقوف معهم وتشجيعهم ومساندتهم لإشعارهم أن جماهيرهم وإعلامهم أقوى سند لهم وخير معين لهم في مشوارهم نحو اللقب.
** أعود للسيد دونيس وأقول إنه وفق تماماً في تفكيك متاريس الفتح الدفاعية المدعومة بنتيجة إيجابية، حيث نجح في اللعب بإستراتيجية هجومية كاملة وبكامل لاعبيه مع تواجد عدد كبير من المهاجمين ولاعبي الوسط في مناطق الخصم ليبقيه تحت الضغط طوال التسعين دقيقة.. وما ساهم في نجاح هذا الأسلوب هو الضغط بكامل عناصر الفريق بما فيه المدافعين الذين لعبوا في منتصف ملعب الفتح مما ساهم في عدم وجود أي مساحات فارغة وبسط الميدان يمكن أن ينطلق منها الفتح بهجمات مرتدة تهز الدفاع وتعيد الفريق للخلف، حيث لم يشعر المشاهد بوجود هذا الكم الكبير من المهاجمين أو قلة عدد لاعبي الوسط بفضل الطريقة الجيدة التي سمحت للمدافعين بالتقدم وتقريب المسافات مع لاعبي الوسط والضغط القوي على الخصم.. ولو لم يفعل دونيس ذلك لما نجح في تجاوز الدفاع القوي للفتح ولما عدل النتيجة وحقق مبتغاه.. ولذلك أشد على يد دونيس في تعامله مع المباراة ولا أجد مبرراً لكل الأصوات المنتقدة هنا وهناك دون دليل أو سند فني لآرائهم.. ما يجعلني أتمنى أن نترك الأمور الفنية للمدرب وإدارته ونتركها لأهل الاختصاص بدلاً من إثارة الزوابع والتشكيك والتلاعب بآراء وعواطف الجماهير.. هذا إذا ما أردنا فعلاً أن نكون عوناً وسنداً بدلاً من أن تتحول لمعول هدم وإثارة وتواجد على الساحة على طريقة خالف تذكر!
لمسات
** خمس عشرة جولة ورئيس الهلال الخلوق والمؤدب الأمير نواف بن سعد يتحمل أخطاء الحكام ضد فريقه ويفضل المصلحة العامة.. وسط سكوت تام من الإعلام على الأخطاء التي يتعرض لها فريقه.. وحين تحدث.. لم يجد دعماً من بعض الإعلاميين ولا إنصافاً من الإعلام المحايد.. والأدهى والأمر أن هناك من يطالب لجنة الانضباط بإيقافه رغم أن التصريح يخلو من أي إساءة اعتدناها من رؤساء آخرين امتهنوا انتقاد الحكام كما يريدون!
* * *
** نحن في وسط رياضي يقوده اتحاد عاجز أقل ما يطلق عليه مقولة غوار الطوشة (كل من إيدو إله) لأنه فعلاً الواضح أن كلاً يغني على ليلاه ولا يوجد رقيب أو حسيب.
* * *
** الهلال تعثر بالتعادل لكنه لم يكن تعثراً لسوء المستوى أو التخاذل أو غيره لكن الأهلي تعثر في المباراة الثانية على التوالي.. فأصبح الفريق يؤدي بشكل متهالك ومهلهل.. وحتى مهاجمه الأبرز عمر السومة اختفى ولم يعد السومة الذي نعرفه!
* * *
** المستوى التحكيمي في مباريات الدوري وقف أمامه الإعلام المقروء والمرئي موقف المتفرج والمتقبل لكل ما يحدث.. بل إن كوارث تحكيمية تحدث ولا تجد إلا مط الشفاه من قِبل مقدمي البرامج.. والتجاهل من معظم الصحف!