عبد الكريم الجاسر
* * خروج المنتخب الأولمبي لكرة القدم بالشكل الذي كان عليه في الدوحة.. يفتح الكثير من الأبواب حول اتحاد كرة القدم نفسه وبرامجه وطرق عمله.. من جهة واللجنة الأولمبية السعودية من جهة أخرى..
فاتحاد الكرة يعمل بطريقة الترقيع ويتخبط في برامجه وقراراته وغير قادر على تقديم خطة عمل للكرة السعودية خلال المواسم القادمة.. ففي كل شهر تتغيّر القرارات والتوجهات والعمل يتم بشكل يومي بمعنى اليوم نعمل كذا والشهر القادم يتغيّر وهكذا.. فالمسألة غير مرتبطة ببرامج وطرق عمل وخطط إعداد تبدأ من الفئات السنية وتتواصل حتى تصل للفريق الأول.
فمن غير الممكن تجميع مجموعة من اللاعبين لمدة شهر ومن ثم الزج بهم في بطولة أو دورة ومطالبتهم بتحقيق النتائج الكبيرة مقابل منتخبات معدة من سنوات وتنتقل من فئة الناشئين إلى فئة الشباب فالأولمبي وهكذا.. فرق معمول لها برامج طويلة المدى ومنظمة ويقوم عليها كفاءات متخصصة في العمل مع الفئات السنية وتواصل عملها منذ سنوات..
فهذا هو الفارق بيننا وبين المنتخبات الأخرى، نحن فجأة نكتشف أن لدينا بطولة أو استحقاقاً على مستوى الفئات السنية ثم نجمع ما استطعنا من لاعبين والزج بهم في معسكر قصير تارة مع مدرب وطني وتارة مع مدرب آخر وننتظر تحقيق النتائج منهم.. ومثل هذا العمل لا يحقق النتائج المرجوة ولا يجعلنا نخرج من نفس الدائرة التي ندور خلالها منذ سنوات.. وهنا يأتي دور اللجنة الأولمبية السعودية ومتابعتها لبرامج وخطط المنتخبات والاتحادات والوقوف على طريقة عمل هذا الاتحاد أو ذاك واعتماد خطط عمل ثابتة وطويلة الأجل تجبر الاتحادات على الالتزام بها وتنفيذها مهما كانت النتائج طالما هي معتمدة ومقنعة وتنفذ من أشخاص مؤهلين وعلى كفاءة جيدة سواء مدربين أو فنيين أو إداريين.. وإذا ما تم ذلك أعتقد أننا قد نضع أقدامنا على الطريق الصحيح الذي لم نعرفه حتى الآن في ظل تخبط كل القرارات الصادرة من اتحاد الكرة بتناقضاتها وإفرازاتها المؤذية للكرة السعودية!
عقلية اللاعبين أولاً!
* * وعاد الركض مجدداً في الدوري، وعادت المنافسات بعد توقف طويل كان الأمل أن يكون مبرراً لو أن المنتخب الأولمبي نجح في مهمته.. لكن وقد فشل فشلاً ذريعاً فها نحن الآن نعود للتطاحن محلياً والاستهلاك الإعلامي والمتابعة الجماهيرية..
ووسط كل ذلك يبقى طرف واحد هو المعني بكل النتائج التي تتحقق وأعني هنا اللاعبين.. فعقلية اللاعب وشعوره بالمسؤولية هي أساس أي نجاح أو إنجاز يتحقق.. فلا يمكن انتظار فوز وتضحية من لاعب يعتبر الموضوع لعبة كرة وليس وظيفة يؤديها ومطالباً فيها بتحقيق نتائج إيجابية والعمل على الفوز والسعي له بكل قوة؛ لأنه محاسب على ذلك تماماً مثل الموظف المحاسب على عمله وإنجازه اليومي.. فلاعب مثل بعض لاعبي المنتخب الأولمبي يوزع الابتسامات بعد الخروج المر وكأن الأمر لا يعنيه هو لاعب لا يمكن انتظار أي شيء منه.. فاللاعب في دول العالم - وكما نتابع في الدوريات الأوروبية والكرة العالمية- يعتبر المباراة معركة مصيرية يجب أن يكسبها مهما حصل.. فيبذل قصارى جهده ويعمل مع زملائه بكل قوة للفوز فتجده يغادر الملعب بالتغيير لكنه يظل معنياً بنتيجة المباراة وحريصاً على الفوز بها ومشاركاً لزملائه نفسياً حتى وهو خارج الملعب.. في حين نجد اللاعب لدينا ما إن يغادر الملعب حتى يصبح غير معني بالمباراة ونتيجتها ولا علاقة له بأحداثها وكأن مهمته انتهت بمغادرة الملعب، رغم أن الغالبية العظمى منهم داخل الملعب هم كذلك إن جاءته الكرة وإلا فلا يهم ولا مسؤولية لديه.
لذلك نحن نحتاج لتغيير العقلية التي ينظر بها اللاعبون للعبهم كرة القدم، وأن هذه الوظيفة ليست وظيفة ترفيهية يحصل اللاعب خلالها على الأموال ولا يهمه كسب أو خسر.. نتيجة مباراة تهم قطاعاً كبيراً من المشجعين والأنصار، فضلاً عن أنها قد تهم دولة بأكملها واللاعب في الملعب مثله تماماً مثل الجندي المرابط في جبهات القتال كل منهم يعمل على الدفاع عن بلده كل في مجاله.. ولذلك نحتاج وبقوة لتغيير الكثير من المفاهيم أولاً في كرة القدم (لدى اللاعبين) وثانياً على المستوى الوطني؛ وأعني تمثيل المنتخبات الوطنية وحمل لواء الوطن.
لمسات
* * تعاقد الأهلي مع البرازيلي الرائع ماركينهو لاعب الاتحاد السابق ضربة معلم ومكسب كبير للأهلي سيضيف له قوة إضافية ستجعل حظوظه قوية في الاستمرار في الصدارة بهذه الصفقة المميزة.
* * النجم الخلوق أحمد الفريدي لاعب غير محظوظ إطلاقاً.. فرغم الموهبة الكبيرة التي يمتلكها إلا أنه كثير الغياب بسبب الإصابات والانتقالات المتكررة.. الفريدي ربما خلال ثلاث سنوات لم يلعب عشر مباريات!
* * الاتحاد الآسيوي وقع في ورطة الأندية السعودية والإيرانية خلال مواجهاتها في البطولة الآسيوية التي باتت على الأبواب.. وهو حتى الآن لم يتخذ قراراً بذلك ما يؤكد أنه يتحول إلى حمل وديع أمام أي شأن إيراني!
* * معاقبة لاعب الهلال السابق تياجو نيفيز بعد انتقاد عادي جداً لحكم لقاء الهلال والأهلي تؤكّد بالفعل أن الإمارات متغلغلة جداً في لجنة الانضباط الآسيوية.. فالقرارات تصدر من هناك وما قرار ديجاو ببعيد!!
* * أطرف خبر قرأته يقول إن نور يقرّر اعتزال كرة القدم (!!) فعلاً كم من لاعب قالت له الملاعب اتركني رغم تاريخه الكبير.. فليس كل لاعب يجيد اختيار قرار المغادرة!