سعد الدوسري
كانت وسائل الإعلام في الماضي، هي الجهة المسؤولة أكثر من غيرها عن بث الوعي. وكانت الجهات الرسمية تعتمد عليها اعتماداً كبيراً في إيصال المعلومات أو تغيير المفاهيم أو إيضاح الحقائق. وأثناء الأزمات، يزداد الاعتماد على الصحف والإذاعة والتلفزيون، في توجيه الرأي العام، وفي نقل وجهات النظر التي تحقق له الحماية والأمن.
اليوم، اختلف الأمر. فوسائل التواصل الاجتماعي، صارتْ هي الناقل الشعبي لكل ما له علاقة بالأخبار المكتوبة أو المسموعة أو المرئية. صارت هي وسيلة الإعلام الحقيقية، التي تعرض وجهات نظر كل الأطراف، سواءً بوجود أزمة أو بعدم وجود أزمة، مما أحرج الإعلام التقليدي، وجعله يتبوأ مراكزَ متأخرة، بل إنَّ البعض صار لا يطلع عليه بالمرة، على أساس أنه لن يكون شفافاً وصريحاً كالإعلام الجديد. وربما لن يكون هذا الرأي جديداً، بقدر الرأي الذي يقول إن حضور الرموز الإعلامية والثقافية والفنية والرياضية والاجتماعية والدينية، عبر وسائل التواصل الإجتماعي، صار لازماً لإعطاء صورة أشمل وأوسع عن القضية الراهنة. ومن هنا، يتساءل المستخدمون السعوديون لتويتر، وهم الأكثر انشغالاً بمتابعته، عن سبب غياب بعض تلك الرموز عن المشاركة في الشجب والتنديد ببعض الأعمال الإرهابية، مما يعطي انطباعاً بأن الجميع مراقبون من قبل الجميع، وأن الحضور والغياب مسجّل على الكل، حتى أن إحدى الصحف نشرتْ تقريراً صحفياً عن تفجير الأحساء، رصدت من خلاله حضور استنكار بعض المشائخ وغياب استنكار بعضهم.